مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٤ - الصفحة ١٩٧
بني هاشم في هجرانهم إياهم وتباعدهم عنهم، كل ذلك خلافا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمضى ناس من ساداتهم إلى ناس آخرين وأظهروا ندمات على ما كان منهم في شأن الصحيفة، وكان منهم أبو البختري العاص بن هشام والمطعم بن عدي وزهير بن أبي أمية وزمعة بن الأسود وغيرهم، فنقضوا الصحيفة وقالوا: نحن براء مما في هذه الصحيفة. فبلغ ذلك أبو الجهل فقال: هذا أمر خفي بليل. وأما ما قال الشعراء في مثل فقول الأعشى (73):
رحلت سمية غدوة أجمالها * غصبى عليك فما تقول بدالها هذا النهار بدا لها من همها * ما بلها بالليل زال زوالها يقول: إن ارتحالها كان من همهما بالليل ثم ارتحلت نهارا.
وقال الشماخ (74):
سترجع ندمى خسة الحظ عندنا (75) * كما قطعت منا بليل وصالها وقال رجل من كلب:
ظعنوا بليل واستقرت غيرهم * والليل كان إلى النهار رسولا ما للنهار إلي ذنب فاعلموا * والليل هيج لي البكاء طويلا

(٧٣) ميمون بن قيس بن جندل، من بني قيس بن ثعلبة والوائلي، أبو بصير المعروف بأعشى قيس، ويقال له أعشى بكر بن وائل، والأعشى الكبير، من شعراء الطبقة الأولى في الجاهلية، وأحد أصحاب المعلقات، عاش عمرا طويلا، وأدرك الإسلام ولم يسلم، ولقب بالأعشى لضعف بصره، وعمي في أواخر حياته، مولده ووفاته في قربة " منفدحة " باليمامة قرب مدينة الرياض، وفيها داره وبها قبره.
" الأغاني ٩: ١٠٨، خزانة الأب ١: ٨٤، الأعلام ٧: ٣٤١!.
(٧٤) الشماخ بن ضرار بن حرملة بن سنان المازني الذبياني الغطفاني، شاعر مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام، وهو من طبقة لبيد والنابغة، وكان أرجز الناس على البديهة، توفي في غزوة موقان، وأخباره كثيرة. قال البغدادي وآخرون: اسمه معقل بن ضرار، والشماخ لقبه.
" الإصابة ٢: ١٥٤ / ٣٩١٨، الأغاني ٩: ١٥٨، خزانة الأدب ١: ٥٢٦، الأعلام ٣: ١٧٥ ".
(75) في الأغاني 9: 164:
" سترجع غصبى رثة الحال عندنا "، وفي الخزانة: " سترجع نزرة الحظ عندنا ".
(١٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 ... » »»
الفهرست