مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٤ - الصفحة ١٨٦
وليل كموج البحر أرخى سدوله * علي بأنواع الهموم ليبتلي فقلت له لما تمطى بصلبه * وأردف أعجازا وناء بكلكل ألا أيها الليل الطويل ألا انجل * بصبح وما الإصباح منك بأمثل وقال:
على أن للعينين في الصبح راحة * بطرحهما طرفيهما كل مطرح فانظر الآن في تكرهه الليل وتروحه بالصبح، فأين المشتكي من المترجي!
ولولا اشتهار ما قاله الشعراء كتبناه.
قال صاحب الليل:
إنما هذه الأشعار على اختلاف أحوال القائلين، فكم متمن ليلا كتمني غيره نهارا، وكم ذي كربة من غريم يباكره، أو عدو يماكره، أو ضد لا بد له من أن يراه مع الذي في رؤية الضد من الكرب والكآبة، وأهل بغداد يقولون:
الكتاف بالقد (18) ولا الجلوس مع الضد.
وكم من جيشين يتقابلان ويتقاتلان سحابة يوم حتى إذا جاء الليل، وأقبلت مقاصير (19) الظلام تكافا وتحاجزا، أما في ذلك راحة للفريقين؟ قل:
بلى.
وقال خداش بن زهير (20):

(١٨) القد: سيور تقد من جلد فطير غير مدبوغ فتشد بها الأقتاب والمحامل " لسان العرب - قدد - ٣:
٣٤٤ ".
(١٩) قصر الظلام: اختلاطه، وكذلك المقصرة، والجمع: المقاصر، عن أبي عبيد. وقد قصر العشي يقصر قصورا، إذا أمسيت، ويقال: أتيته قصرا، أي عشيا " الصحاح - قصر - ٧٩٢ ".
(٢٠) خداش بن زهير العامري، من بني عامر بن صعصعة، شاعر جاهلي، من أشراف بني عامر وشجعانهم، كان يلقب " فارس الضحياء " يغلب على شعره الفخر والحماسة. يقال: إن قريشا قتلت أباه في حرب الفجار، فكان خداش يكثر من هجوها، وقيل: أدرك حنينا وشهدها مع المشركين، ونقل عن بعض المؤرخين أنه أسلم بعد ذلك.
" الإصابة في تميز الصحابة ١: ٤٦١ / ٢٣٢٧، الأعلام ٢: ٣٠٢ ".
(١٨٦)
مفاتيح البحث: مدينة بغداد (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 179 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 ... » »»
الفهرست