مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٢ - الصفحة ١٤
الانحراف عن أهل البيت كانحراف الأمم السابقة يشير الشهرستاني في مواضع عديدة من تفسيره إلى أن ما جرى على أهل البيت من ابتعاد وإقصاء إنما يشبه ما حدث من انحرافات في الأمم السابقة. فما جرى على (طالوت) جرى على (علي)، وما جرى لبني إسرائيل جرى لقتلة الحسين ابن علي... وأمثال هذه التشبيهات كثيرة نذكر على سبيل المثال قوله في تفسير آيات قصة طالوت وجالوت:
(إن النبي - صلى الله عليه وآله - قال: (أنت يا علي طالوت هذه الأمة وذو قرنها) وعلى هذا لتمثيل يجب أن يجري ما أمكن من أحكام طالوت في علي ابن أبي طالب - رضي الله عنه -. من قول نبيهم: (إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا). وقول بعضهم: (أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه)، أي بالولاية والإمارة، (ولم يؤت سعة من المال قال إن الله اصطفاه عليكم ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا). هذا من جهة اختيار الله، (وزاده بسطة في العلم) فهو أعلم الناس وأقضاهم، (والجسم) فهو أشجع الناس وأقواهم. وهذا من جهة نفسه، (والله يؤتي ملكه من يشاء). والملك ملك الدين. والله واسع العطاء عليم بمواضع العطاء...).
ويقول في بيان أسرار قوله تعالى: (وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل) (22):
(قال المعتبرون بقصص القرآن: ما من قصة في القرآن إلا ووزانها موجود في هذه الأمة، إما فيما مضى من الزمان، وإما فيما يستقبل، فلئن ظهر في بني إسرائيل فتنة عبادة العجل من السامري بعد غيبة موسى - عليه السلام -، وفي زمان خلافة هارون - عليه السلام -، كذلك ظهرت في هذه الأمة فتن في عباده العجال واتخاذهم أئمة خلفاء يعبدونهم عبادة القوم في بني إسرائيل، يحلون الحرام،

(21) الورقة 388 / ب، والورقة 389 / أ من المخطوطة.
(22) البقرة / 54.
(١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 ... » »»
الفهرست