مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٢ - الصفحة ١٠
حديثا عن رسول الله - صلى الله عليه وآله - عن معنى السنة والجماعة، يقول:
(قال الذين لهم وجهة الحق: كما كان أمة وجهة وقبلة هم مولوها، فالفلاسفة وجهتهم إلى العقل والنفس، والصابئة وجهتهم إلى الهياكل والأصنام، واليهود وجهتهم إلى البيت المقدس، وبعضهم إلى الشمس، والمجوس وجهتهم إلى النور، وبعضهم إلى الشمس، والمسلمون وجهتهم إلى الكعبة، وقد تعينت الكعبة قبلة للناس حقا، كذلك لكل أمة وفرقة وجهة إمام هم مولوه ومذهب هم متقلدوه، كما قال النبي - صلى الله عليه وآله -: ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، الناجية منها واحدة، والباقون هلكى. وكما أن الجهات كلها قد بطلت إلا جهة واحدة هي الكعبة بيت الله الحرام، كذلك الفرق كلها قد هلكت إلا فرقة واحدة هم أهل السنة والجماعة، كما قال في جواب السائل: وما السنة والجماعة؟ قال: ما أنا عليه اليوم وأصحابي...) (6).
النص واضح في أن الشهرستاني على مذهب أهل السنة والجماعة، ولكنه لا يفهم هذا المذهب كما أراد الأمويون أن يبلوروه ويجعلوه جبهة مقابلة لأهل البيت، بل يفهم هذا المذهب بأنه ما كان عليه السلف الصالح في عصر صدر الإسلام.
وكيف كان موقف هذا السلف من أهل البيت؟ يقول الشهرستاني في تفسيره:
(ولقد كانت الصحابة - رضي الله عنهم - متفقين على أن علم القرآن مخصوص بأهل البيت عليهم السلام، إذ كانوا يسألون علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: هل خصصتم أهل البيت دوننا بشئ سوى القرآن؟ وكان يقول: لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إلا بما في قراب سيفي هذا... الخبر (7).

(٦) الورقة ٢٦٩ من المخطوطة.
(٧) والذي في قراب سيفه كما يبدو من الروايات هو الصحيفة، وهو كتاب في الديات (المراجعات، المطبوع مع تحقيق الراضي / ص 411). وأخرج أحمد عن طارق بن شهاب، قال: شهدت عليا - رضي الله عنه - وهو يقول على المنبر: (والله ما عندنا كتاب نقرؤه عليكم إلا كتاب الله تعالى وهذه الصحيفة - وكانت صحيفة معلقة بسيفه - أخذتها من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم...
الحديث)، مسند أحمد بن حنبل 2 / 121 ح 782.
(١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 5 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»
الفهرست