مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٢ - الصفحة ١٥
ويحرمون الحلال، فيتابعونهم على ذلك. ومن أصغى إلى أحدهم فقد عبده.
وهم الذين رآهم النبي - صلى الله عليه وآله - في نعمته على المنبر: (كأن رجالا ينزون على منبري نزو القردة) وأنزل الله تعالى: (وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن)، فدفعت جماعة أولياء الله عن حقهم، وقتلت جماعة أولياء الله بغير حق، وكلهم يعبدون عجلا نصبوه... فكما أمر عبدة العجل بقتل أنفسهم على ما حكى في القصة، كذلك أنزل الله سخطه على عبدة العجال في هذه الأمة حتى قتل في ساعة من نهار سبعون ألفا من قتلة الحسين - رضي الله عنه - وهم عاكفون على عبادة يزيد، زاده الله عقابا في النار. وتلك السحابة السوداء بعد باقية حيت يبلغ الكتاب أجله...) (23).
المصاديق القرآنية وأهل البيت في كتب التفسير روايات كثيرة توضح مصداق الآية القرآنية، وقسم كبير من هذه الروايات يجعل أهل البيت مصداقا لم أثنى عليهم القرآن ومجدهم وأكد على حقوقهم.
الشهرستاني في تفسيره ينحى هذا المنحى، ويسمي عملية الكشف عن المصداق باسم (تشخيص الخاص)، فالعام يحتاج إلى تخصيص، والخاص يحتاج - على رأي الشهرستاني - إلى تشخيص، وهذا التشخيص هو نفسه عملية (التأويل) لآيات القرآن الكريم.
قال في بيان أسرار قوله تعالى: (ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير) (24):
(قال المصلحون لأموال اليتامى: إن أول يتيم في الدين من قال في حقه:
(ألم يجدك يتما فآوى)، وهو الدر اليتيم، وهو الفرد من الدر الذي لا زوج له.
وإنما آواه بأبي طالب على قول عامة المفسرين. والإصلاح له: اتباعه، والمناصحة

(23) الورقة 154 من المخطوطة.
(24) البقرة / 220.
(١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 ... » »»
الفهرست