مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٩ - الصفحة ٧
تحقيق النصوص بين صعوبة المهمة وخطورة الهفوات السيد محمد رضا الحسيني بسم الله الرحمن الرحيم الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى الأئمة المعصومين وعترته الطاهرين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد:
فإن تحقيق النصوص يستغرق في حوزاتنا الدينية ومعاهدنا العلمية جانبا واسعا من وقت الدرس والبحث والمطالعة، وجانبا أوسع من جهد الأستاذ والتلميذ والمتابع، وخاصة في واحدة من أدق مراحل الدراسة، وهي مرحلة " السطح " حيث تعتمد - أساسا - على المتون، فيتعاهدها الأستاذ بالشرح والتوضيح والتعليق، ففي هذه المرحلة - كما في غيرها أيضا - يكون للنص دوره الفعال في إعطاء الفكرة وبلورتها ومن ثم قبولها أوردها.
وكم وجدنا مناقشات طويلة عريضة تدور على نص خاطئ، وتتبخر أمام النص الصحيح.
ومن هنا يحس بعمق ضرورة ضبط النصوص وتحقيقها، حتى تبتنى الجهود العلمية على أساس مستقر يطمأن إليه عند الدراسة والتعلم، وعند المراجعة والنقد.
لكن التحقيق الرصين يستدعى جهدا ماديا بمراجعة النسخ المختلفة ومقابلتها بعد حسن انتخاب الأفضل والأقوام منها، وكذلك هو بحاجة ماسة إلى الجهد الفكري القويم والدقة المتناهية في فهم المعنى واستيعابه بكل أبعاده ومستلزماته، والسعي في
(٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 5 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»
الفهرست