مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣ - الصفحة ٢١
لأجل ما ذكرناه قبل قليل.
2 - إن السيد المرتضى عمل كتابا باسم " جمل العلم والعمل " في الكلام والفقه على وجه موجز، ملقيا فيها الأصول والقواعد في فن الكلام والفقه.
وقد تولى شيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي شرح القسم الكلامي منه، وهو ما عبر عنه ب‍ " تمهيد الأصول " وقد طبع الكتاب بهذا الاسم وانتشر.
بينما تولى القاضي ابن براج - المترجم له - شرح القسم الفقهي.
ومن هذا يظهر زمالة هذين العلمين، بعضهما لبعض في المجالات العلمية، فكل واحد يشرح قسما خاصا من كتاب أستاذهما.
3 - إن شيخنا المؤلف ينقل في كتابه " شرح جمل العلم والعمل " عند البحث عن جواز إخراج القيمة من الأجناس الزكوية ما هذا عبارته: " وقد ذكر في ذلك ما أشار إليه صاحب الكتاب رضي الله عنه، من الرواية الواردة، من الدرهم أو الثلثين، والأحوط إخراجها بقيمة الوقت، وهذا الذي استقر تحريرنا له مع شيخنا أبي جعفر الطوسي، ورأيت من علمائنا من يميل إلى ذلك " (19).
وهذه العبارة تفيد زمالتهما في البحث والتحرير.
4 - نرى أن المؤلف عندما يطرح في كتابه " المهذب " آراء الشيخ يعقبه بنقد بناء ومناقشة جريئة، وهذا يعطي كونه زميلا للشيخ لا تلميذا آخذا، ونأتي لذلك بنموذجين:
أولا - فهو يكتب في كتاب الإيمان من " المهذب " إذا ما حلف الرجل على عدم أكل الحنطة فهل يحلف إذا أكلها دقيقا أولا، ما هذا عبارته:
كان الشيخ أبو جعفر الطوسي - رحمه الله - قد قال لي يوما في الدرس: إن أكلها على جهتها حنث، وإن أكلها دقيقا أو سويقا لم يحنث.
فقلت له: ولم ذلك؟! وعين الدقيق هي عين الحنطة، وإنما تغيرت بالتقطيع الذي هو الطحن.
فقال: قد تغيرت عما كانت عليه، وإن كانت العين واحدة، وهو حلف أن لا يأكل ما هو مسمى بحنطة لا ما يسمى دقيقا.

(19) شرح جمل العلم والعمل ص 268، وقد حقق نصوصه الأستاذ مدير شانه چى دام ظله
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 ... » »»
الفهرست