ما نزل من القرآن في شأن فاطمة (ع) - السيد محمد علي الحلو - الصفحة ٣٢
قوله تعالى:
* (فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب) * آل عمران: 195 عن عمار بن ياسر قال: فالذكر علي والأنثى فاطمة (عليها السلام). (1) بيان:
تحدثت الآية عن الصالحات من الأعمال، وهي في مقام ذكر مصاديقها كالهجرة والجهاد والصبر على البلاء، وما أعد الله تعالى من الثواب والرضا لكل من أتى بها دون تمييز من ذكر أو أنثى.
ثم هي في صدد ذكر أشرف مصاديق الأعمال فضلا عن أشرف من أتى بها، فأعظم هجرة ما كانت هجرة لله تعالى في نصرة رسوله، وقد حكت عمن هاجر إلى المدينة ملتحقا برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وتأييدا له على أعدائه، وما لحق بمن هاجر من أذى في سبيل الله وجهادا من أجل إعلاء كلمته.
ولكي يكون واضحا عند المسلم أن أشرف من أتى بهذه الهجرة بجميع عناوينها المذكورة من الإيذاء في سبيل الله والجهاد وغيره كان علي بن أبي طالب، إذ صبر على إيذاء المشركين له ومقاطعتهم إياه، لنصرة ابن

(1) العوالم للبحراني: 72.
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»
الفهرست