ما نزل من القرآن في شأن فاطمة (ع) - السيد محمد علي الحلو - الصفحة ١٠
دون الاستعانة بتأويله تعالى، وما علمه للراسخين في العلم وهم الأئمة (عليهم السلام) كما ورد عنهم؟
ولعل عدم الأخذ بالتأويل جر البعض إلى القول بالتجسيم اعتمادا على ظواهر القرآن فقط، فضلا عما جرهم من اتهامهم للإمامية بأنهم أهل الباطن، مشنعين عليهم أخذهم بتأويلات الآيات التي هي في أم الكتاب والذي هو اللوح المحفوظ بعد ذلك، ووصفهم بالمذهب الباطني دون التفاتهم إلى دقة منهجية الأخذ الإمامي بكلا وجهيه، الظاهري والباطني، إذ كلام الله تعالى أسمى من أن يقتصر على ظواهر الآي، أو موارد النزول، فهو يعم جميع المصاديق والأفراد، فالأخذ بالباطن فضلا عن الأخذ بالظاهر توسعة للدائرة القرآنية العظمى التي تدخل في حدودها كثيرا من المعارف الإلهية الكبرى استعانة بما ورد عن آل البيت (عليهم السلام)، وهذا هو سر انفتاح المدرسة الإمامية على عوالم المعارف الإلهية والتي خفيت على المدارس الإسلامية الأخرى لانغلاقها على الظاهر دون الباطن أو تعاميها عن الباطن دون الظاهر، مما أودى بها إلى مزالق فكرية كبيرة، إذن فالأخذ بتأويل الآيات فضلا عن ظواهرها إحدى الضرورات الملحة التي يقتضيها السير القرآني للوصول إلى أعماقه البعيدة، فضلا عما يقدمه التأويل من حل للمشكلات التجسيمية والتعطيلية في حقه تعالى.
على أن محاولتنا هذه في استقصاء ما نزل من القرآن في شأن
(١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»
الفهرست