صفات الله عند المسلمين - حسين العايش - الصفحة ٥٩
- قال الذهبي ناصحا له:
طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس، وتبا لمن شغلته عيوب الناس عن عيبه، إلى كم ترى القذاة في عين أخيك، وتنسى الجذع في عينيك، إلى كم تمدح نفسك وشقاشقك وعباراتك وتذم العلماء، ثم قال: إن سلم لك إيمانك بالشهادتين فأنت سعيد يا خيبة من اتبعك فإنه معرض للزندقة والانحلال، لا سيما إذا كان قليل العلم والدين باطوليا شهوانيا لكنه ينفعك ويجاهد عندك بيده ولسانه وفي الباطن عدو لك بحاله وقلبه، فهل معظم أتباعك إلا قعيد مربوط خفيف العقل أو عامي كذاب بليد الذهن أو غريب واجم قوي المكر أو ناشف صالح عديم الفهم فإن لم تصدقني ففتشهم وزنهم بالعدل إلى كم تصادق نفسك وتعادي الأخيار، إلى كم تصادقها وتزدري الأبرار، إلى كم تعظمها وتصغر العباد، إلى كم تخاللها وتمقت الزهاد، إلى متى تمدح كلامك بكيفية لا تمدح - والله - بها.
- (أحاديث الصحيحين):
يا ليت أحاديث الصحيحين تسلم منك بل في كل وقت تغير عليها بالتضعيف والاهدار، أو التأويل والإنكار، أما آن لك أن ترعوى؟ أما حان لك أن تتوب وتنيب؟ أما أنت في عشر السبعين وقد قرب الرحيل.
ثم قال: إنك لا تصغي إلى وعظي مع أني شفوق عليك فإذا كان الحال كذلك معي فكيف حالك عند أعدائك وأعداؤك والله فيهم صلحاء وعقلاء وفضلاء كما أن أوليائك فيهم فجرة وكذبة وجهلة وبطلة وعور وبقر.. وقد نقل الرسالة بتمامها المحقق الكوثري في كتابه (التكملة على شرح شيخ الإسلام) (1).
تقي الدين علي السبكي ولا بد من التأمل في هذه الرسالة لما احتوت عليه من صفات أتباع ابن تيمية وصفات مخالفيه وأعدائه، فإن مخالفيه وأعدائه صلحاء

(١) فرقان القرآن، ص 128.
(٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 ... » »»
الفهرست