صفات الله عند المسلمين - حسين العايش - الصفحة ٥٣
كذب نسبة كون الله في السماء إلى (أبي حنيفة والشافعي ومالك) بضعف السند نقل عن أبي حنيفة والشافعي أنهما قالا بظاهر هذه الآية، ونقل ذلك بعض الكذابين والضعفاء، ففي السند المنقول عن أبي حنيفة: نعيم بن حماد، وأبوا أمه، وفي سند نقل هذا الرأي عن مالك عبد الله بن نافع الأصم صاحب المناكير والإسناد إلى الشافعي فيه أبو الحسن الهكاري وابن كادش والعشاري وأحوالهم معلومة عند النقاد وإن انخدع بعض المغفلين برواياتهم (1).
ثامنا - الشيخ محمد أبو زهرة:
قال: ولا تتسع عقولنا لإدراك الجمع بين الإشارة الحسية بالأصابع والإقرار بأنه في السماء وأنه يستوي على العرش، وبين تنزيهه المطلق عن الجسمية والمشابهة للحوادث، وأن التأويل (حملها على المجاز والكناية) بلا شك في هذا يقرب العقيدة إلى المدارك البشرية، ولا يصح أن يكلف الناس ما لا يطيقون.
وإذا كان ابن تيمية قد اتسع عقله للجمع بين الإشارة الحسية وعدم الحلول في مكان والتنزيه المطلق فعقول الناس لا تصل إلى سعة أفقه إن كان كلامه مستقيما (2).
وهذا الكلام من أبي زهرة الذي أيد ابن تيمية إلا في هذا الموضع دليل قاطع على بطلان ما ذهب إليه ابن تيمية، وأن عقول العلماء لا تستوعبه، كما يصرح أبو زهرة، فكيف يقال للعامي اعتقد ما لا يصدق به العلماء؟.
وأما قوله: إن عقل ابن تيمية اتسع للجمع بين الإشارة الحسية وعدم الحلول في مكان فهذا لوجود سقم في عقله، كما سوف نذكر أن بعض علماء السنة والجماعة صرح بذلك، وإن كان أبو زهرة علق هذا الكلام على قوله: إن كان كلامه مستقيما،

(١) آخر فرقان القرآن، ذيل بعنوان نظرة في كتاب الأسماء والصفات صفحة ط، ى.
(2) ابن تيمية حياته وعصره، ص 270.
(٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 ... » »»
الفهرست