شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٢٠١
وحتى لا يجسر أن يسئله سائل سؤالا إلا هوى على رأسه بالدرة واذائه الشديد وسنوافيك بإسناده وإن شئت المزيد فراجع كتابنا الرابع من موسوعة المحاكمات في عمر.
ومن ثم نعود ونتسائل ونحلل كلمة طلحة حينما أراد عثمان أن يقرأ نص العهد وإذا بطلحة يثور ويقول اقرأه وإن كان فيه عمر. فيقول له عمر وما يدريك ذلك فيقول له نصبته بالأمس خليفة ونصبك اليوم خليفة.
انظر إلى هذه المعاملة الجائرة وكأن قيادة المسلمين وخلافة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أصبحت بضاعة تباع وتشرى وفرضا يفرضها مرة عمر وأخرى أبو بكر وعلى المسلمين قبولها شاءوا أم أبوا ومصير تلك الجهود التي بذلها خاتم الرسل صلى الله عليه وآله وسلم وبما فيها من كتاب وسنة ووصايا أكيدة بالخليفة المنصوص نصا وسنة، لا حول له ولا قوة وإذا بالخلافة ألعوبة وبضاعة ويسند عمله لإرادة الله ناسيا أو متناسيا أن فرعون والجبابرة والأكاسرة والقياصرة وجميع من يعمل منكرا ويقتل ويزني يقول عملت ذلك بإرادة الله.
فأين هذه من النصوص القرآنية وقوله تعالى: (إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا) ولماذا يعذب الله الكافرين والفاسقين والمنافقين والظالمين بالنار ويدخل الله الشاكرين والمتقين والمحسنين والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر الجنة.
هل تستوي الحسنة والسيئة (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون).
وما هو يوم الجزاء وما هي العدالة. وهذا عمر يقول ويعترف أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أراد أن يعهد لعلي عليه السلام فمنعه وأراد الله ما أردت يعني أنني وأبو بكر صرنا خلفاء وتغلبنا على علي عليه السلام وغصبنا الخلافة منه وسلبنا حقه وغدرناه ونقضنا بيعته وأخذ فدكا من بضعته عليها السلام ومنعنا الخمس من آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأقصيناهم عن كل حقوقهم وقتلنا
(٢٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 ... » »»