شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٢٠٤
استبداده كيفما شاء ومتى شاء مرة وهو يعرف النص الصريح للقرآن الكريم والسنة فيخالفها دون حجة أو دليل حينما صعد منبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والمسلمين مجتمعين فيهم أمهات المؤمنين فيقول متعتان كانتا على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حلالا وأنا محرمهما ومعاقب عليهما (هما متعة الحج ومتعة النساء) حتى أجابته أم سلمة أم المؤمنين لا تقل يا عمر ومعاقب عليهما بل ومعاقب عليهما. وترى إسناد هذه وما سنذكره فيما بعد في كتابنا الرابع في عمر من موسوعتنا المحاكمات. وهو الذي طالما اجتهد في موارد النص. نعم يجتهد خلاف نص القرآن الكريم وأحكام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. ومخالفته نصوص الكتاب والسنة بغصب الخلافة من علي وآل بيت الرسالة عليه وعليهم السلام وإسنادها لأبي بكر ثم جلوسه هو على منصة الخلافة ولم يكتف حتى قدمها لقمة سائغة إلى بني أمية رؤساء الأحزاب الكفرة الفجرة. وإقصاء علي عليه السلام وذريته عن أي حكم ومشورة إلا ما اضطر إليها وهو يشهد بفضلهم ويأخذ عنهم الكلمة والحديث، وتراه مرة يفتي ويجري الحد بأخبار غير مسنده كما ناصف عماله لأبيات شعرية أرسلت له برسالة، وأخرى يقيم الحد على مسلم بشهادة فرد واحد كما سيأتي وفي أخرى لا يقيم حدا حتى بإقامة أربعة شهود مثل شهود المغيرة وهم شهود عدول من الصحابة فيعاقب الشهود وينعم على الجاني ويرفع درجته من والي البصرة إلى ولاية الكوفة وعمر نفسه شهد في الكعبة على نفسه وأمام المغيرة على صحة قول الشهود.
وهذا عمر نفسه يتجسس بنفسه خلافا لنص الآية الشريفة ولا تجسسوا ويدخل البيوت بدون إذن أهلها ومن غير بابها وسيأتي تفصيل ذلك، وهو نفسه يشرب النبيذ ويحد من يشرب من نفس نبيذه وسنذكرها بإسنادها (1) وهو يفتي في

(1) كل ذلك وما سيأتي مر في موسوعتنا أخص الكتاب الرابع من موسوعة المحاكمات (كتاب عمر).
(٢٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 ... » »»