شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ١٩٧
الله على المسلمين وأوصى بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وقال في محكم كتابه (وإن فئتين من المسلمين اقتتلا فاصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ إلى أمر الله). وقال (اجتنبوا كثيرا من الظن أن بعض الظن إثم) وما لا يعد ويحصى من النصائح والإرشادات والتعاليم.
فهل أن أبو بكر عمل بها. ونحن إذا بدأنا بغصبه مقام الخلافة ومعاملته كما مر مع الصحابة وآل بيت الرسالة مع علي وفاطمة صلوات الله عليهم أجمعين تجاه قول الله وقول رسوله (قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) وكيف عامل المسلمين مثل مالك ابن نويرة وغيره واستخدامه أراذل القوم على رقاب الخيرة وعدم مشاورته للصحابة، ومنعه تدوين الحديث وهي المعارف الإسلامية بعد القرآن.
وبعده عمر حذى حذوه فمنع الحديث والسنة وحذر الصحابة والمحدثين من نشر تلك المعارف في الداخل والخارج وإن قضاءه المبرم على العلوم والمعارف في الغرب والشرق وإتلافه الكتب في الإسكندرية والشرق في بلاد فارس والشمال بالحرق والتدمير والغرق وقسوته مع كل راو لحديث أو متفوه عن علم أو سائل عن التفسير كما سيلي فهو أوقف المعارف الإسلامية عن نشرها بمنع الحديث وتدوينها وهو منع لنشر العلوم وتعليمها وإبادتها في الشرق والغرب وسوف نقدم للقارئ الكريم ذلك بإسناده. وبعدها ماذا عمل.
تسلميه مقاليد الأمور لأشقى عصبة وأفسقها من أعداء الإسلام من آل أمية وشيعتهم أولئك الأعداء الأشداء لمبادئ الإسلام ولعبثهم بالمبادئ بالدس والتحريف والجعل والوضع وسلب الحريات وقتل الخيرة والأبرياء وإرجاعها جاهلية هرقلية كسروية متخذين عباد الله خولا وأمواله دولا ودينه دغلا. فماذا عمل عمر.
أما فتوحاته فقد كادت أن تندحر لولا خطط علي عليه السلام التي كان
(١٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 ... » »»