شبهات وردود - السيد سامي البدري - ج ٢ - الصفحة ١٠٣
ارتئي بين ان أصول بيد جذاء (1)، أو أصبر على طخية عمياء (2)...
فرأيت الصبر على هاتا أحجى... حتى إذا مضى الأول لسبيله، فأدلى بها إلى فلان بعده... فيا عجبا بينا هو يستقيلها في حياته، إذ عقدها لآخر بعد وفاته، لشدما تشطرا ضرعيها، فصيرها في حوزة خشناء، يغلظ كلمها... فصبرت على طول المدة، وشدة المحنة (3)، حتى إذا مضى لسبيله جعلها في جماعة، زعم أني

(1) الجذاء المقطوعة.
(2) الطخية هي الظلمة ونسبة العمى إليها مجاز عقلي وانما يعمى القائمون فيها إذ لا يهتدون إلى الحق، والمعنى فكرت في حالين حال القيام وليس من ناصر الا أهل بيتي وافراد قلائل وهم لا يكفون للنصرة أو الصبر على ظلمة وبعد عن الحق وعودة إلى الجاهلية بأسم الاسلام وهي ظلمة يهرم فيها الكبير ويشيب فيها الصغير كناية عن شدتها وطولها. ثم رأى (عليه السلام) ان الصبر على الحال الأخيرة أحجى أي الزم وأجدر عقلا وشرعا.
(3) استمرت هذه المحنة التي أشار إليها (عليه السلام) خمسا وعشرين سنة وتمثلت بالانقلاب على الأعقاب وكان ابرز مظاهره إضافة إلى العدول عمن نصبه الله ورسوله حجة يهتدون بهديه ويحتكمون اليه لا إلى غيره احياء بعض الأعراف الجاهلية (انظر الفصل السابع من هذا الكتاب) والمنع من نشر أحاديث النبي (صلى الله عليه وآله) وبخاصة تلك التي ترتبط بالتعريف بأهل بيته (عليهم السلام) انظر مصادر ذلك صفحة 159 - 163، من وقد نتج عن هذه السياسة جهل صغار الصحابة فضلا عن أهل البلاد المفتوحة شرقا وغربا بمنزلة أهل البيت (عليهم السلام) وقد أشار إلى ذلك (عليه السلام) في كلام يتحدث فيه عن حال قريش أيام حكم الثلاثة حيث الفتوح بقيادتها وارتفاع ذكرها في تلك الأيام وخمول ذكره (عليه السلام) (فكنا ممن خمل ذكره وخبت ناره وانقطع صوبه وصيته حتى اكل الدهر علينا وشرب) شرح النهج 2: 299.
(١٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 ... » »»
الفهرست