رسالة في التحسين والتقبيح - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ٤٩
وأوضحه تلميذه بقوله: إنا نعلم بالضرورة حسن بعض الأشياء وقبح بعضها من غير نظر إلى شرع، فإن كل عاقل يجزم بحسن الإحسان ويمدح عليه، وبقبح الإساءة والظلم ويذم عليه، وهذا حكم ضروري لا يقبل الشك، وليس مستفادا من الشرع، لحكم البراهمة والملاحدة به من غير اعتراف منهم بالشرائع. (1) ويقول الشارح - العلامة الحلي - في كتاب آخر: ذهبت الإمامية، ومن تابعهم من المعتزلة، إلى أن من الأفعال ما هو معلوم الحسن والقبح بضرورة العقل، كعلمنا بحسن الصدق النافع، وقبح الكذب الضار، فكل عاقل لا يشك في ذلك، وليس جزمه بهذا الحكم بأدون من الجزم بافتقار الممكن إلى السبب، وأن الأشياء المساوية لشئ واحد، متساوية، ومنها ما هو معلوم بالاكتساب أنه حسن، أو قبيح، كحسن الصدق الضار، وقبح الكذب النافع.
ومنها ما يعجز العقل عن العلم بحسنه أو قبحه فيكشف الشرع عنه كالعبادات.
وقال الأشاعرة: إن الحسن والقبح شرعيان، ولا يقضي العقل بحسن شئ منها، ولا بقبحه، بل القاضي بذلك هو الشرع، وما حسنه فهو حسن وما قبحه فهو قبيح. (2) ولما كان هذا الدليل رصينا بمكان لم يجد المنكرون للقاعدة بدا من أن يعترفوا بما في بعض معانيها دون بعض، وهذا هو الفاضل القوشجي، يقول: إن للحسن والقبح معاني ثلاثة:
الأول: صفة الكمال والنقص، والحسن كون الصفة صفة كمال، والقبح كون

١ - كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد: ٥٩.
٢ - نهج الحق وكشف الصدق: ٨٣.
(٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مدخل 3
2 الفصل الأول الجذور التاريخية للقاعدة 6
3 مكانة القاعدة في الكلام الإسلامي 7
4 الفصل الثاني الآراء والنظريات المطروحة 11
5 1 - التحسين والتقبيح ذاتيان 11
6 2 - التحسين والتقبيح اقتضائيان 12
7 3 - التحسين والتقبيح في إطار المصالح والمفاسد 12
8 4 - التحسين والتقبيح حسب نية الفاعل 13
9 5 - التفصيل بين التحسين والتقبيح 13
10 الفصل الثالث تفسير ذاتية التحسين والتقبيح 14
11 الذاتي في باب الإيساغوجي 14
12 الذاتي في باب البرهان 16
13 كلام للمحقق الأصفهاني 18
14 الفصل الرابع حدود الإدراك العقلي 21
15 نظرية المحقق الطوسي 22
16 نظرية المحقق الخراساني 23
17 الفصل الخامس ملاكات التحسين والتقبيح 27
18 1 - موافقة الطبع 27
19 2 - موافقة الأغراض والمصالح 28
20 3 - موافقة الكمال النفسي 30
21 4 - موافقة العادات والتقاليد 30
22 الفصل السادس العقل العملي من مقولة الإدراك 33
23 العقل العملي مبدأ العمل والحركة 35
24 الفصل السابع التحسين والتقبيح العقليين من اليقينيات 38
25 هل القضايا التي يحكم بها العقل العملي حكما باتا من القضايا اليقينية أو المشهورة؟ 38
26 أقسام القياس 38
27 كلمات علماء الإسلام حول المسألة 40
28 حصيلة النزاع بين الفريقين 44
29 الفصل الثامن القضايا البديهية في الحكمة العملية 46
30 في تقسيم الحكمة العملية إلى بديهية ونظرية 46
31 الفصل التاسع أدلة القائلين بالتحسين والتقبيح العقليين 48
32 1 - بداهة العقل 48
33 2 - انتفاؤهما مطلقا لو ثبتا شرعا 51
34 3 - إنكارهما مساوق لامتناع إثبات الشرائع السماوية 54
35 الحسن والقبح في الذكر الحكيم 58
36 الفصل العاشر أدلة المنكرين للتحسين والتقبيح العقليين 61
37 1 - لو كانا بديهيين لما اختلف فيه اثنان 63
38 2 - الكذب النافع ليس بقبيح 65
39 3 - إذا وعد بالكذب 68
40 4 - التحسين والتقبيح العقليين فرض تكليف على الله سبحانه 69
41 5 - التحسين والتقبيح لا يجتمعان مع الجبر 71
42 الدوافع من وراء إنكار التحسين والتقبيح العقليين 75
43 6 - جواز التكليف بما لا يطاق شرعا 76
44 7 - تصور الصدق لا يلازم تصور الحسن 77
45 8 - الاستدلال بالدليل النقلي 78
46 9 - كلام للآمدي حول التحسين والتقبيح العقليين 79
47 الفصل الحادي عشر النتائج المترتبة على مسألة التحسين والتقبيح العقليين 86
48 1 - معرفة الله عقلا 86
49 2 - وصف الله بالعدل والحكمة 87
50 دليل العدلية على نفي صدور القبيح من الواجب 89
51 3 - لزوم اللطف على الله 91
52 4 - بعثة الأنبياء 92
53 5 - حسن التكليف 93
54 6 - لزوم تزويد الأنبياء بالبينات والمعاجز 93
55 7 - لزوم النظر في برهان مدعي النبوة 94
56 8 - العلم بصدق دعوى الأنبياء 94
57 9 - الخاتمية واستمرار أحكام الإسلام 94
58 10 - الله عادل لا يجور 95
59 11 - ثبات الأخلاق 95
60 الفصل الثاني عشر القيم الخالدة قانون التغير والحركة 99
61 سر ثبات الحسن والقبح العقليين 101
62 القيم الثابتة وشمولية التكامل 103
63 نقد النظرية 104
64 الفصل الثالث عشر العلاقة بين الرؤية الكونية والآيديولوجية 106
65 انبثاق الحكمة العملية من الحكمة النظرية 108
66 انفصام الصلة بين الحكمتين 111
67 ألا يكون بين الحكمتين أي تصادم 112
68 وجود الصلة بين الحكمتين على نحو المقتضي 113
69 سؤال وإجابة 115
70 الفصل الرابع عشر ثبوت الملازمة بين حكم العقل وحكم الشرع 120
71 هل يكون حكم العقل مصدرا لحمكم الشرع؟ 120
72 إذا استقل العقل بالتحسين والتقبيح فهل يستقل بأن الأمر كذلك عند الشرع؟ 120
73 إذا استقل العقل بوجود المصلحة في الفعل أو المفسدة فيه فهل يكشف ذلك عن كونه حراما؟ 120
74 المنهج الوسيط: 122
75 الفصل الخامس عشر أدلة نفاة الملازمة 127
76 دليل الزركشي على نفي الملازمة 127
77 دليل صاحب الوافية على نفي الملازمة 129
78 دليل السيد الصدر على نفي التسمية 131
79 دليل صاحب الفصول على نفي الملازمة 132
80 دليل المحقق الخراساني على نفي الملازمة 137
81 رسالة في فلسفة الأخلاق مقدمة 143
82 تعريف علم الأخلاق 143
83 ما هي فلسفة الأخلاق؟ 143
84 المذاهب الأخلاقية 145
85 1 - المذهب الأخلاقي في الإسلام، وفيه مقامان: 146
86 المقام الأول: في بيان المقولة التي تندرج تحتها الأخلاق، وفيه أمور 146
87 أ - الأخلاق سلوك نابع من ذات الإنسان 146
88 ب - أنواع قضايا الحكمة العملية 147
89 ج - حسن الفعل وقبحه عند العقل 147
90 المقام الثاني: سمات المذهب الأخلاقي في الإسلام 149
91 الإنسان مركب من جسم وروح 150
92 الإنسان موجود مختار 153
93 تعديل الغرائز 154
94 ما هو ملاك القيم الأخلاقية؟ وفيه أمران: 155
95 1 - معرفة الميول الباطنية في الإنسان 155
96 2 - السير على هدي الوحي 156
97 العمل الصالح المقرون بنية خالصة 156
98 القيم الأخلاقية والحرص على إجرائها 161
99 2 - مذهب الجمال 163
100 نظرية الأخلاق عند أفلاطون 163
101 3 - مذهب الاعتدال 166
102 نظرية الأخلاق عند أرسطو 166
103 4 - مذهب اللذة 169
104 1 - مذهب اللذة الشخصية 169
105 2 - مذهب اللذة الشخصية المحددة 172
106 3 - مذهب المنفعة 175
107 نقد وتحليل 176
108 4 - مذهب العاطفة 178
109 نقد وتحليل 179
110 5 - مذهب القانون 180
111 تقييم النظرية 182
112 5 - المذهب الكلبي 185
113 دعاة هذا المذهب 187
114 6 - مذهب الحس الأخلاقي 187
115 نظرية كنت الأخلاقية 187
116 نقد وتحليل 189
117 7 - مذاهب القوة 190
118 الإنسان الكامل في منهج نيتشه 190