حديث الطلب والإرادة - محمد المحمدي الجيلاني - الصفحة ٩٦
الفصل الرابع: في ذكر بعض الشبهات الموردة ودفعها [حول إرادية الإرادة] منها (1) - وهي أصعبها -: أن الإرادة الإنسانية إن كانت واردة من الخارج بأسباب وعلل منتهية إلى الإرادة القديمة كانت واجبة التحقق، من غير دخالة العبد في ذلك فيكون مضطرا وملجأ في إرادته، ولازمه الاضطرار في فعله، لأن ما يكون علته التامة اضطرارية يكون هو أيضا كذلك. وإن كان إرادته بإرادته ننقل الكلام إلى إرادة إرادته، فإما أن يتسلسل أو يلزم الاضطرار والجبر.
وأجاب عنه أساطين الفلسفة بما لا يخلو عن التكلف والإشكال، فتصدى المحقق الداماد لجوابها: " بأن الإرادة حالة شوقية إجمالية متأكدة بحيث إذا ما قيست إلى نفس الفعل وكان هو الملتفت إليه باللحاظ بالذات كانت هي شوقا وإرادة بالقياس إليه، وإذا ما قيست إلى إرادته والشوق الإجماعي إليه وكان الملتفت إليه باللحاظ بالذات تلك الإرادة والشوق لا نفس الفعل كانت هي شوقا وإرادة بالقياس إلى الإرادة من غير شوق آخر مستأنف وإرادة أخرى جديدة. وكذلك الأمر في إرادة الإرادة، وإرادة إرادة الإرادة إلى سائر المراتب. فإذن كل من تلك الإرادات المفصلة تكون بالإرادة والاختيار، وهي بأسرها مضمنة في تلك الحالة الشوقية الإجمالية المعبر عنها بإرادة الفعل واختياره " (2)، انتهى كلامه رفع مقامه.
ثم حاول (3) مقايسة الإرادة بالعلم بالشئ تارة، وبالعلم بذواتنا أخرى، وبالنية في العبادة ثالثة، وباللزوم ولزوم اللزوم رابعة، وبالإرادة

١ - القبسات: ٤٧٣، شرح المقاصد ٤: ٢٢٩ - ٢٣٠، أنظر شرح المواقف 8: 149.
2 - القبسات: 473 - 474، الإيقاظات، ضمن القبسات: 69 - 70.
3 - أنظر القبسات: 474 - 476، الإيقاظات، ضمن القبسات: 70 - 72.
(٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 3
2 المقدمة 9
3 في وصف المتكلم 14
4 فساد قول المعتزلة 17
5 شك ودفع: في وحدة إرادة الله وعلمه 21
6 تنبيه عرشي 23
7 فساد قول الأشاعرة 25
8 المطلب الأول ما هو المهم مما استدل به الأشعري على مطلوبه الأمر الأول: ثبوت الطلب نفسي في الأوامر الامتحانية 27
9 الأمر الثاني: حول تكليف الكفار 41
10 إيقاظ 44
11 الفصل الأول: في عنوان المسألة 47
12 الفصل الثاني: في إبطال المذهبين 53
13 الفصل الثالث: في بيان المذهب الحق 65
14 تنبيه: في شرك التفويضي وكفر الجبري 70
15 إرشاد: في استناد الأفعال إلى الله 78
16 تمثيل 82
17 تمثيل أقرب 82
18 تأييدات نقلية 83
19 الآيات 83
20 الروايات 86
21 الفصل الرابع: في ذكر بعض الشبهات الموردة ودفعها 96
22 حول إرادية الإرادة 96
23 تحقيق يندفع به الإشكال 101
24 تنبيه 106
25 حول قاعدة: الشئ ما لم يجب لم يوجد 107
26 حول علم الله تعالى واختيار الإنسان 117
27 المطلب الثاني في بيان حقيقة السعادة والشقاوة الأمر الأول: حول قاعدة " الذاتي لا يعلل " 124
28 الأمر الثاني: في فقر وجود الممكنات وعوارضه ولوازمه 129
29 الأمر الثالث: استناد الكمالات إلى الوجود 132
30 الأمر الرابع: في معنى السعادة والشقاوة 132
31 التحقيق: كون السعادة والشقاوة كسبيتين 134
32 المطلب الثالث في شمة من اختلاف خلق الطينات منشأ اختلاف النفوس 142
33 تنبيه حول مفاد بعض الأحاديث 159
34 خاتمة حول فطرة العشق إلى الكمال والتنفر عن النقص 162