حديث الطلب والإرادة - محمد المحمدي الجيلاني - الصفحة ١٠٧
[حول قاعدة: الشئ ما لم يجب لم يوجد] ومن الإشكالات في المقام: أنه من المقرر في الفلسفة أن الشئ ما لم يجب لم يوجد، ووجوب الشئ ضرورة تحققه وامتناع عدم تحققه، فحينئذ يكون صدور الفعل عن الفاعل واجب التحقق، وما كان كذلك يكون الفاعل مضطرا في إيجاده ملجأ في فعله.
وقد فصل جمع من المتكلمين (1) بين ما يصدر عن الفاعل المختار فمنعوا القاعدة لئلا ينسد باب إثبات الاختيار للواجب، وبين غيره لئلا ينسد باب إثبات الصانع تعالى، فكأنهم بنوا جريان القاعدة العقلية على أهوائهم لا على ما ساق إليه البرهان، فكأن النتائج دعتهم إلى قبول البراهين لا هي هدتهم إلى النتائج، فانظر ماذا ترى!
وكان الأولى والأجدر ترك التعرض لأقوالهم، لكن لما اغتر بقولهم بعض الأعيان من أهل التحقيق (قدس سره) وتبعه غيره (2) من غير تدقيق، دعانا ذلك إلى تعرض إجمالي لمعنى القاعدة فنقول:
التحقيق: أنها قاعدة تامة برهن عليها مؤسسة على الأوليات كلية عامة لجميع الممكنات والحوادث الذاتية والزمانية صادرة عن الفاعل المختار أو غيره، غير مصادمة لاختيار الفاعل المختار.
أما كونها تامة عامة فيتضح بعد ذكر أصول:
الأول: إن كل ما يتعقل ويتصور إما ضروري التحقق أو لا ضروري التحقق أو لا هذا ولا ذاك. فالأول هو الواجب، والثاني هو الممتنع، والثالث هو الممكن. والتقسيم حاصر دائر بين النفي والإثبات، ولا يعقل قسم آخر للزوم اجتماع النقيضين أو ارتفاعهما.

١ - شرح المقاصد ٤: ٢٢٩ - ٢٣١، شرح المواقف ٨: ١٥٠ - ١٥١.
٢ - فوائد الأصول (تقريرات المحقق النائيني) الكاظمي ١: ١٣١ - ١٣٢، أجود التقريرات ١: ٨٩ - 92، المحاضرات 2: 52.
(١٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 3
2 المقدمة 9
3 في وصف المتكلم 14
4 فساد قول المعتزلة 17
5 شك ودفع: في وحدة إرادة الله وعلمه 21
6 تنبيه عرشي 23
7 فساد قول الأشاعرة 25
8 المطلب الأول ما هو المهم مما استدل به الأشعري على مطلوبه الأمر الأول: ثبوت الطلب نفسي في الأوامر الامتحانية 27
9 الأمر الثاني: حول تكليف الكفار 41
10 إيقاظ 44
11 الفصل الأول: في عنوان المسألة 47
12 الفصل الثاني: في إبطال المذهبين 53
13 الفصل الثالث: في بيان المذهب الحق 65
14 تنبيه: في شرك التفويضي وكفر الجبري 70
15 إرشاد: في استناد الأفعال إلى الله 78
16 تمثيل 82
17 تمثيل أقرب 82
18 تأييدات نقلية 83
19 الآيات 83
20 الروايات 86
21 الفصل الرابع: في ذكر بعض الشبهات الموردة ودفعها 96
22 حول إرادية الإرادة 96
23 تحقيق يندفع به الإشكال 101
24 تنبيه 106
25 حول قاعدة: الشئ ما لم يجب لم يوجد 107
26 حول علم الله تعالى واختيار الإنسان 117
27 المطلب الثاني في بيان حقيقة السعادة والشقاوة الأمر الأول: حول قاعدة " الذاتي لا يعلل " 124
28 الأمر الثاني: في فقر وجود الممكنات وعوارضه ولوازمه 129
29 الأمر الثالث: استناد الكمالات إلى الوجود 132
30 الأمر الرابع: في معنى السعادة والشقاوة 132
31 التحقيق: كون السعادة والشقاوة كسبيتين 134
32 المطلب الثالث في شمة من اختلاف خلق الطينات منشأ اختلاف النفوس 142
33 تنبيه حول مفاد بعض الأحاديث 159
34 خاتمة حول فطرة العشق إلى الكمال والتنفر عن النقص 162