الولاية التكوينية ، الحق الطبيعي للمعصوم (ص) - الشيخ جلال الصغير - الصفحة ١٧٦
القرآن عدم استخدامه للشواهد على صحة نبوة أي نبي غير كتاب النبي ومعجزاته، وبهذا يخرج أي احتمال لتصديق دعوى أن يكون الكتاب هو كتاب أهل الكتاب، فضلا عن أن يكون الشاهد منهم.
ولا يبقى عندئذ غير احتمالين فهو إما أن يكون المقصود بالكتاب اللوح المحفوظ المدونة فيه أسرار عالم الملكوت (1) كما أشارت العديد من مرويات المفسرين، أو الكتاب العزيز (2)، ولا يصلح لكليهما غير الإمام علي (عليه السلام) والذي نصت عليه المرويات الإمامية بالإجماع (3)

١ - وقد يؤيده الآيات السابقة له، وتدعمه آية (الذي عنده علم من الكتاب).
٢ - وقد يؤيده مفتتح السورة (المر تلك آيات الكتاب والذي أنزل إليك من ربك الحق) كما يشير إلى ذلك العلامة الطباطبائي (الميزان في تفسير القرآن ١١: ٣٨٣ - ٣٨٤) ويؤكده أنه الشاهد على صحة الرسالة التي تضمنها باعتبار أنه (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) [فصلت: ٤٢].
٣ - ليس بالمقدور استقصاء ذلك ضمن هذه العجالة ولكن سأكتفي ببعض الروايات الصحيحة السند فذلك ضمن قاعدة التشدد السندي، (؟) وفقا لمنهج المقدس الراحل السيد الخوئي (قدس سره)، ففي صحيحة علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، ومحمد بن يحيى، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عمن ذكره، عن ابن أبي عمير جميعا، عن ابن أذينة، عن بريد بن معاوية قال: قلت لأبي جعفر (عليهم السلام): (قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) قال: إيانا عنى، وعلي أولنا وأفضلنا وخيرنا بعد النبي (ص). [الكافي ١: ٢٢٩ ح ٦].
ونفس الرواية ولكن عن محمد بن الحسين ويعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير في بصائر الدرجات: ٢٣٤ - ٢٣٥ ج ٥ ب ١ ح ١٢.
وعن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن أحمد بن محمد، عن حماد بن عثمان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله عز وجل: (قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) هو [أهو خ. ل] علي بن أبي طالب (عليه السلام)،؟ قال: فمن عسى أن يكون غيره. [بصائر الدرجات: ٢٣٥ ج 5 ب 1 ح 15].
وفي موثوقة يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن علي بن فضال، عن عبد الله بن بكير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
كنت عنده فذكروا سليمان وما أعطي من العلم وما أوتي من الملك، فقال لي: وما أعطي سليمان بن داود، إنما كان عنده حرف واحد من الاسم الأعظم، وصاحبكم الذي قال الله: (قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) وكان والله عند علي (عليه السلام) علم الكتاب، فقلت:
صدقت والله جعلت فداك. [ن. م: 232 ج 5 ب 1 ح 1].
وفي صحيحة أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحبي، عن أيوب بن الحر، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام، والنضر بن سويد، عن عاصم بن حميد، عن محمد بن مسلم، وفضالة بن أيوب، عن أبان، عن محمد بن مسلم، والنضر بن سوي، عن القاسم بن سليمان، عن جابر جميعا، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عز وجل (قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) قال: هو علي بن أبي طالب (عليه السلام). [ن. م: 235 ج 5 ب 1 ح 14].
وفي موثوقة محمد بن الحسين، عن ابن فضال، عن مثنى الحناط، عن عبد الله بن عجلان، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عز وجل (قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علكم الكتاب) قال: نزلت في علي (عليه السلام) عالم هذه الأمة بعد رسول الله (ص). [ن. م: 236 ج 5 ب 1 ح 17].
وغير ذلك كثير من الأحاديث الموثوقة والمعتبرة، وكذا الأحاديث التي يجبر ضعف بعضها المتأتي من الإرسال والمجهولية في حال بعض الرواة تواتر الخبر عن غير طريق عن الأئمة (عليهم السلام)، كما رأينا آنفا.
(؟) العجيب والمضحك أن أحد المعترضين من تيار التحريف حاول أن يبرر لأستاذه موقفه من كل هذه الأحاديث وما سيمر فقال: إن المشكلة بينك وبين فضل الله هو أنك تعتقد بمنهج التشدد السندي، وهو لا يعتقد بلك، لذلك هو أخذ من روايات العامة التي صلح في هذا المجال، ولا أدري إن كان مثل هذا المنطق يستحق الرد أو لا! ولكني أشير هنا إلى أن منهج التشدد السندي إنما تحتاجه في مقام الفتوى وليس في مجالات كهذه حيث يمكن الاستدلال عليها عقليا لدخولها في دائرة المعتقدات إن جاء فيها نص، فكيف وقد تظافرت النصوص، ونحن إن استخدمنا هنا هذا المنهج فلسبب واضح هو حاجة الحجاج إلى ذلك بحيث لا تبقى أمام من تحاججه حجة التذرع بضعف السند وما إلى ذلك ليس إلا!! هذا إن كان إماميا!!.
(١٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 169 170 171 172 175 176 179 180 181 183 185 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 فاتحة الكتاب 5
2 مقدمة الطبعة الثانية 7
3 مقدمة الطبعة الأولى 53
4 الإهداء 65
5 تصدير: مقتضيات البحث والحوار العلمي 67
6 الباب الأول: ما هي الولاية التكوينية؟ 93
7 الباب الثاني: دلائل ثبوت الولاية التكوينية 101
8 أولا - الدليل العقلي 105
9 ثانيا - الدليل القرآني 133
10 بين يدي الدليل القرآني 135
11 أولا - الدليل القرآني في أبعاده الكلية 145
12 ثانيا - مصاديق الدليل القرآني 154
13 ثالثا: دليل الفكر القرآني 163
14 أ - الكون أمانة بيد المعصوم 163
15 ب - تعلق الوجود على وجود المعصوم 166
16 ج - الإنذار والتبشير في عالم الجن 169
17 د - تنزل الروح في ليلة القدر 170
18 ه‍ - ما ثبت للمفضول ثبت للفاضل 171
19 و - من لديه علم القرآن كله 179
20 ثالثا - الدليل الروائي 183
21 الولاية بين الشمول والتقييد 201
22 الباب الثالث: شبهات وردود 205
23 1 - هل الولاية تعني التفويض؟ 207
24 2 - هل الولاية فعلية أم إنشائية؟ 215
25 3 - لماذا لم يستخدم المعصوم ولايته؟ 227
26 4 - علم المعصوم 241
27 أ - معرفة علم الغيب منزلة روحية 247
28 ب - الاطلاع على علم الغيب أمر ناجز 251
29 ج - حجية قول المعصوم عليه السلام 254
30 ولكن ما بال الأخبار المتعارضة 264
31 لماذا لم يتجنب المعصوم المخاطر؟ 274
32 استدراك 279