الولاية التكوينية ، الحق الطبيعي للمعصوم (ص) - الشيخ جلال الصغير - الصفحة ١٢٨
وخاصة، غير أن ذلك العام هو بالتبع لهذا الخاص، فالعامة لعامة الناس، والخاصة لأكثرهم أمانة وأجدرهم بحملها وهم الأنبياء والأئمة (عليهم السلام)، ولا بد للمؤتمن أن يضع كل مكنونات وأسرار هذه الأمانة بيد من ائتمنه عليها، كي تتم عملية التسليم بصورة عادلة وطبيعية، وهذا ما يقتضي وجود ولاية للاحتفاظ بهذه الأمانة، وأن تحتفظ بشئ وتحافظ عليه، فأنت أكبر منه وتملك بيدك مقاديره بمقدار ما أتاحه لك من ائتمنك عليه، وهذا الأمر بحد ذاته يفسر لنا المبدأ الذي يتكلم عنه الحديث القدسي: (عبدي أطعني تكن مثلي تقل للشئ كن فيكون)، فهذا الحديث يلتقي مع مفهوم الآية، إذ من الصحيح أن الأنبياء تسلموا هذه الأمانة وسيكونون المصاديق العملية التي تحافظ على هذه الأمانة، إلا أن سلوك الأنبياء هذا هو أنموذج لما ينبغي أن يسير عليه الإنسان، لذا فهو كلما اقترب من درجتهم - بطاعة الله - كلما كان مؤهلا لحفظ الأمانة، وكلما كبر في هذا المجال، كلما منح قدرة على التصرف بأسرار هذه الولاية.
ويمكن لنا أن نلمس في الآية القرآنية: (وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء
(١٢٨)
مفاتيح البحث: الأمانة، الإئتمان (5)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 فاتحة الكتاب 5
2 مقدمة الطبعة الثانية 7
3 مقدمة الطبعة الأولى 53
4 الإهداء 65
5 تصدير: مقتضيات البحث والحوار العلمي 67
6 الباب الأول: ما هي الولاية التكوينية؟ 93
7 الباب الثاني: دلائل ثبوت الولاية التكوينية 101
8 أولا - الدليل العقلي 105
9 ثانيا - الدليل القرآني 133
10 بين يدي الدليل القرآني 135
11 أولا - الدليل القرآني في أبعاده الكلية 145
12 ثانيا - مصاديق الدليل القرآني 154
13 ثالثا: دليل الفكر القرآني 163
14 أ - الكون أمانة بيد المعصوم 163
15 ب - تعلق الوجود على وجود المعصوم 166
16 ج - الإنذار والتبشير في عالم الجن 169
17 د - تنزل الروح في ليلة القدر 170
18 ه‍ - ما ثبت للمفضول ثبت للفاضل 171
19 و - من لديه علم القرآن كله 179
20 ثالثا - الدليل الروائي 183
21 الولاية بين الشمول والتقييد 201
22 الباب الثالث: شبهات وردود 205
23 1 - هل الولاية تعني التفويض؟ 207
24 2 - هل الولاية فعلية أم إنشائية؟ 215
25 3 - لماذا لم يستخدم المعصوم ولايته؟ 227
26 4 - علم المعصوم 241
27 أ - معرفة علم الغيب منزلة روحية 247
28 ب - الاطلاع على علم الغيب أمر ناجز 251
29 ج - حجية قول المعصوم عليه السلام 254
30 ولكن ما بال الأخبار المتعارضة 264
31 لماذا لم يتجنب المعصوم المخاطر؟ 274
32 استدراك 279