الغيبة الصغرى والسفراء الأربعة - الشيخ فاضل المالكي - الصفحة ٤٩
أمرت أن أوصي من بعدي للحسين بن روح لأبي القاسم.
يقول شيخ الطائفة: فقام جعفر بكل أدب وامتثال وأخذ بيدي الحسين بن روح وأجلسه عند رأس محمد بن عثمان وجلس هو عند رجليه (1).
واقعا هذا يحتاج إلى جهاد نفس أن يكون إنسان يقال له: إن الحجة في هذا المورد، فيتبع الحجة ولا يتبع الهوى، هذا مثال.
المثال الثاني: أبو سهل النوبختي رضوان الله تعالى عليه:
سئل أبو سهل النوبختي لماذا لم تكن السفارة فيك بعد محمد بن عثمان؟ قال: أنا رجل ألقى الخصوم فربما ضغطتني الحجة فدللت على المكان.
يعني يقول: ربما أنا أتضايق ولا أتحمل أو أعرض للتعذيب، فربما دللت على المكان، والمكان يعني مكان الإمام صلوات الله عليه، فهي قضية خطيرة، أنني رجل ألقى الخصوم أخاصمهم كثيرا، فربما ضغطتني الحجة فدللت على المكان.
وأما أبو القاسم فإنه رجل لو كانت الحجة تحت ذيله وقرض بالمقاريض ما كشف الذيل عنه (2).
هذا واقع يحتاج إلى جهاد نفس.
وهذا يذكرنا بموقف العبد الصالح علي بن جعفر أعلى الله مقامه

(١) - الغيبة للطوسي: ٣٧٠ ح ٣٣٩، وكمال الدين: ٥٠٣ ح ٣٣.
(٢) - الغيبة للطوسي: 391 ح 358.
(٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 43 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 ... » »»
الفهرست