الغيبة الصغرى والسفراء الأربعة - الشيخ فاضل المالكي - الصفحة ١٤
متأخرة، يعني هكذا: " والأخرى لا يدري أين هو، يشهد الموسم، يرى الناس ولا يرونه " (1) " ولا يعلم بمكانه فيها إلا خاصة مواليه في دينه " (2).
هذه العبارة محل بحث وتحليل ومحل تدقيق في واقع الأمر.
فما المقصود من أنه في عهد الغيبة الكبرى لا يعلم بمكانه إلا مواليه في دينه؟
هذا يستدعينا المرور بمدلول غيبته (عليه السلام)، فما هو معنى غيبته؟
هل إن غيبته كما يتصور البعض غياب شخصية؟ يعني شخص الإمام، هذا الشخص، هذه الشخصية الطبيعية تغيب؟ أو أن المقصود بالغياب غياب هوية، إن هذه الشخصية الطبيعية موجودة تعيش فيما بين الناس ولكنها لا تشخص، هذا المعبر عنه بغياب الهوية.
والصحيح أن غيابه (عليه السلام) غياب هوية لا غياب شخصية، فإن شخصه سلام الله عليه موجود، ولكن الناس لا يشخصونه ولا يعرفونه بشخصه وبهويته، ولهذا يقول: " يشهد الموسم يرى الناس ولا يرونه ولا يعلم بمكانه إلا مواليه في دينه "، باعتبار أن غياب الإمام غياب هوية لا غياب شخصية، فالشخص موجود، ولكن هذا الشخص المقدس صلوات الله وسلامه عليه يمكن أن يلتقي به بعض الأبدال وبعض الأوحديين وبعض الأفذاذ من الناس ممن يليق أن يفوز بلقاء الإمام صلوات الله وسلامه عليه ورؤية طلعته المباركة.

(١) - الغيبة للنعماني: ١١٧.
(٢) - الغيبة للنعماني: 155.
(١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 9 10 11 12 13 14 15 16 17 19 20 ... » »»
الفهرست