الدعاء حقيقته ، آدابه ، آثاره - مركز الرسالة - الصفحة ٥٣
الفصل الثالث استجابة الدعاء ليس ثمة لذة أعظم من لذة المؤمن وسعادته حينما يرى آثار عمله وإيمانه المترتبة في استجابة دعائه، ذلك لأنه يحس بأنه موضع لطف بارئه تعالى وعنايته، وأنه في ارتباط مباشر مع خالقه، تلك سعادة ليس فوقها سعادة: (وأنلني حسن النظر في ما شكوت، وأذقني حلاوة الصنع في ما سألت) (1).
ولكي نعيش لحظات تلك البهجة ونذوق حلاوة السرور، علينا أن نتعرف على العوامل المؤثرة في استجابة الدعاء، فقد يظن البعض أن السر في استجابة الدعاء يكمن في لفظ الدعاء مجردا عن باقي العوامل الأخرى، فكثيرا ما نجد بعض الناس يتناقلن قطعا من الدعاء المأثور التي هي مظنة الإجابة أو نص على أنها تحتوي على اسم الله الأعظم، لكنهم يدعون بها فلا يستجاب لهم، ذلك لأنهم يأخذون لفظ الدعاء مجردا عن الشروط والآداب التي يجب أن تقارن الداعي فيستجاب دعاؤه.
الدعاء سلاح المؤمن وجنته الواقية وسهام الليل التي يسددها كيفما

(١) بحار الأنوار ٩٥: ٢٣٠ / 27 من دعاء الإمام أبي الحسن الهادي (عليه السلام).
(٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 ... » »»