الدعاء حقيقته ، آدابه ، آثاره - مركز الرسالة - الصفحة ٥٤
يشاء، والسلاح بضاربه لا بحده وحسب، فإذا كان الفارس قويا شجاعا ويمتلك الجرأة والإقدام وكان سلاحه تاما لا عيب فيه، استطاع النكاية في العدو، وإلا فقد تخلف الأثر، وكذلك يحصل الأثر من الدعاء، فإذا راعي الداعي الآداب والشروط التي نصت عليها الآيات القرآنية والسنة المباركة، والتزم بالعوامل المؤثرة في استجابة الدعاء، وانقطع إلى ربه تعالى متخليا عن جميع الأسباب الأخرى، غير معول في تحصيل المطلوب على غير الله تعالى، ثم دعا الله تعالى بلسان يقرأ ما في صحيفة القلب، فإن دعاءه مستجاب بإذن الله.
العوامل المؤثرة في استجابة الدعاء:
فيما يلي نذكر أهم العوامل ذات الصلة في تحصيل أثر الدعاء:
1 - مراعاة الشروط والآداب الخاصة بالدعاء:
وقد ذكرناها في الفصل الثاني، ونذكر هنا حديثا مهما عن الإمام الصادق (عليه السلام) يفيد التذكير بها.
عن عثمان بن عيسى، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: قلت له: آيتان في كتاب الله لا أدري ما تأويلهما؟
فقال: (وما هما؟ قال: قلت: قوله تعالى: * (ادعوني أستجب لكم) * (1) ثم أدعو فلا أرى الإجابة!
قال: فقال لي: أفترى الله تعالى أخلف وعده؟ قال: قلت: لا.

(٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 ... » »»