____________________
له «بالمسموع لا بالسمع» الآلي.
و «كذا» الكلام في «البصير» عند إطلاقه عليه تعالى، فمعناه انكشاف المبصرات لديه من غير حاجته إلى آلة البصر.
«و» قد انقدح بما ذكر أنه قد «استراح من ذكر» معبرا «عن اسمي العلمين» بلفظ «سمع وبصر» فقال: إن معناهما الحقيقي هو نفس العلم بالمسموعات والمبصرات من دون اعتبار الآلة في حقيقة شيء منهما.
وبعبارة أخرى: إن لهم في تفسير اللفظين مسلكين، فمنهم من فسرهما بالمعنى المشهور المستلزم لوجود الآلة ودخولها في مفهوميهما. وعندئذ فلابد من تجريدهما عن ذلك وتأويلهما حين إطلاقهما عليه تعالى.
ومنهم من فسرهما بنفس العلم المتعلق بالمبصر والمسموع، وعليه فلا مدخل للآلة في مفهوميهما أصلا؛ وإن كانت مما لابد منه في تحقق العلم بهما خارجا في المخلوقين.
ونظير ذلك ما عرفت من أن مفهوم العلم هو الانكشاف فقط، من غير اعتبار شيء فيه، وإن كان تحققه في الخارج محتاجا في كثير من الموارد إلى حصول صور منعكسة في نفس العالم، فانتقاش تلك الصور يكون دخيلا في تحققه في تلك الموارد، مع خروج ذلك عن مفهومه وحقيقته.
وبمثل ذلك يقال في الوصفين، وبذلك يستغنى فيهما عن تكلف التأويل والتجريد.
فإن قلت: إن ذلك يستلزم صحة إطلاق البصير على من علم وجود المبصر وإن لم يشاهده، فيقال لمن علم وجود مكة مثلا ولم يرها: إنه يبصرها. وكذا في السميع، مع أن فساد ذلك بمكان من الوضوح.
قلنا: إن عدم صحة ذلك إنما هو من جهة اعتبار الإحاطة في مفهوم السمع والبصر، وحيث إن العبد المخلوق غير محيط بجميع جهات الغائب عن سمعه وبصره، فلذلك لم يصح إطلاقهما عليه مع غيبته عن المسموع والمبصر. وأما العالم
و «كذا» الكلام في «البصير» عند إطلاقه عليه تعالى، فمعناه انكشاف المبصرات لديه من غير حاجته إلى آلة البصر.
«و» قد انقدح بما ذكر أنه قد «استراح من ذكر» معبرا «عن اسمي العلمين» بلفظ «سمع وبصر» فقال: إن معناهما الحقيقي هو نفس العلم بالمسموعات والمبصرات من دون اعتبار الآلة في حقيقة شيء منهما.
وبعبارة أخرى: إن لهم في تفسير اللفظين مسلكين، فمنهم من فسرهما بالمعنى المشهور المستلزم لوجود الآلة ودخولها في مفهوميهما. وعندئذ فلابد من تجريدهما عن ذلك وتأويلهما حين إطلاقهما عليه تعالى.
ومنهم من فسرهما بنفس العلم المتعلق بالمبصر والمسموع، وعليه فلا مدخل للآلة في مفهوميهما أصلا؛ وإن كانت مما لابد منه في تحقق العلم بهما خارجا في المخلوقين.
ونظير ذلك ما عرفت من أن مفهوم العلم هو الانكشاف فقط، من غير اعتبار شيء فيه، وإن كان تحققه في الخارج محتاجا في كثير من الموارد إلى حصول صور منعكسة في نفس العالم، فانتقاش تلك الصور يكون دخيلا في تحققه في تلك الموارد، مع خروج ذلك عن مفهومه وحقيقته.
وبمثل ذلك يقال في الوصفين، وبذلك يستغنى فيهما عن تكلف التأويل والتجريد.
فإن قلت: إن ذلك يستلزم صحة إطلاق البصير على من علم وجود المبصر وإن لم يشاهده، فيقال لمن علم وجود مكة مثلا ولم يرها: إنه يبصرها. وكذا في السميع، مع أن فساد ذلك بمكان من الوضوح.
قلنا: إن عدم صحة ذلك إنما هو من جهة اعتبار الإحاطة في مفهوم السمع والبصر، وحيث إن العبد المخلوق غير محيط بجميع جهات الغائب عن سمعه وبصره، فلذلك لم يصح إطلاقهما عليه مع غيبته عن المسموع والمبصر. وأما العالم