____________________
وهم على مذاهب شتى:
فمنهم جمع «سموا إله الخير يزدان» زعموه خالق الخير «ومن» أبدعوه و «رأوه» خالقا «للشرور سموا أهرمن».
ومنهم جماعة سموا خالق الخير النور، وخالق الشر الظلمة.
ثم اختلفوا بينهم، فقال بعضهم بقدم كليهما.
وقال الآخرون منهم بقدم النور فقط، وأنه خلق الظلمة، وأنها ليست إلا ميتا عاجزا، وجمادا جاهلا، لا فعل لها ولا تميز، وأن الشر يصدر منها بطبعها.
وأما النور فعندهم حي عالم قادر حساس مدرك موجد للحياة والحركة في غيره إلى غير ذلك من خرافات ادعوها من غير حجة ولا برهان، سوى زعمهم أن الخير والشر لا يمكن صدور كليهما من ذات واحدة بسيطة؛ لما بينهما من التنافر والتضاد. فلا محيص بزعمهم عن الالتزام بخالقين (1).
ولكنك خبير بسقوط ذلك وفساده؛ فإن ذلك - على تقدير تسليمه - إنما يتم في المؤثر الموجب المضطر في أثره، كالنار المضطرة في أثر الحرارة، والماء المضطر في أثر الرطوبة على ما عرفت فيما تقدم مرارا.
وأما الفاعل المختار، فلا مانع أصلا من كونه مؤثرا أثرين متضادين مختلفين في محلين أو زمانين مختلفين كما هو واضح.
هذا، مع أن التضاد غير منحصر فيما ذكر، بل هو حاصل بين أشياء كثيرة، كالطبائع المختلفة، والألوان والأصناف المتعددة.
فيلزمهم القول بتعدد الآلهة وتكثرها على عدد الأشياء المتضادة. ونعوذ بالله من القول بذلك، ومن سائر أنواع الكفر والضلالة.
وهذه نهاية الكلام في بيان وحدة الذات المقدسة وتوحيد صفاته العليا.
فمنهم جمع «سموا إله الخير يزدان» زعموه خالق الخير «ومن» أبدعوه و «رأوه» خالقا «للشرور سموا أهرمن».
ومنهم جماعة سموا خالق الخير النور، وخالق الشر الظلمة.
ثم اختلفوا بينهم، فقال بعضهم بقدم كليهما.
وقال الآخرون منهم بقدم النور فقط، وأنه خلق الظلمة، وأنها ليست إلا ميتا عاجزا، وجمادا جاهلا، لا فعل لها ولا تميز، وأن الشر يصدر منها بطبعها.
وأما النور فعندهم حي عالم قادر حساس مدرك موجد للحياة والحركة في غيره إلى غير ذلك من خرافات ادعوها من غير حجة ولا برهان، سوى زعمهم أن الخير والشر لا يمكن صدور كليهما من ذات واحدة بسيطة؛ لما بينهما من التنافر والتضاد. فلا محيص بزعمهم عن الالتزام بخالقين (1).
ولكنك خبير بسقوط ذلك وفساده؛ فإن ذلك - على تقدير تسليمه - إنما يتم في المؤثر الموجب المضطر في أثره، كالنار المضطرة في أثر الحرارة، والماء المضطر في أثر الرطوبة على ما عرفت فيما تقدم مرارا.
وأما الفاعل المختار، فلا مانع أصلا من كونه مؤثرا أثرين متضادين مختلفين في محلين أو زمانين مختلفين كما هو واضح.
هذا، مع أن التضاد غير منحصر فيما ذكر، بل هو حاصل بين أشياء كثيرة، كالطبائع المختلفة، والألوان والأصناف المتعددة.
فيلزمهم القول بتعدد الآلهة وتكثرها على عدد الأشياء المتضادة. ونعوذ بالله من القول بذلك، ومن سائر أنواع الكفر والضلالة.
وهذه نهاية الكلام في بيان وحدة الذات المقدسة وتوحيد صفاته العليا.