الرجعة في أحاديث الفريقين - الشيخ نجم الدين الطبسي - ج ١ - الصفحة ١٨
أدخلت أنا فيمن دخل، فلما ذهبنا نصب عليه، تألم، فقال: خلت اثنان وبقى أربع، فأكل غنيهم فقيرهم... فاسمعوا وأطيعوا، ثم خفت، فإذا اللسان يتحرك، وإذا الجسد ميت (1).
اذن يمكن العود إلى الدنيا بعد الموت وهو امر واقع وله شواهد من كتب أهل السنة.
4 - العجوز وابنها الذي يسعى عليها:
روى ابن أبي الدنيا عن ربيعة بن كلثوم... انه كانت عجوز كبيرة صماء عمياء مقعدة، ليس لها أحد من الناس ألا ابن لها هو الساعي عليها، فمات فأتيناها، فناديناها: احتبسي مصيبتك على الله فقالت: وما ذاك؟ أمات ابني؟ مولاي أرحم بي ولا يأخذ مني ابني وأنا صماء عمياء مقعدة ليس لي أحد، مولاي أرحم بي من ذاك. قال: ذهب عقلها، فانطلقت إلى السوق، فاشتريت كفنه وجئت وهو قاعد... " (2).
أحياة بعد الموت؟!
5 - ابن أبي الدنيا بسنده عن ربعي بن خراش: كنا اخوة ثلاثة وكان أعبدنا وأصومنا و أفضلنا الأوسط منا، فغبت غيبة إلى السواد (3)، ثم قدمت على أهلي، فقالوا: أدرك أخاك فإنه في الموت، قال: فخرجت أسعى إليه فانتهيت إليه وقد قضى وسجي بثوب، فقعدت عند رأسه أبكيه، قال: فرفع يده، فكشف الثوب عن وجهه وقال: السلام عليكم: قلت: أي أخي أحياة بعد الموت؟ قال: نعم، اني لقيت ربي عز وجل فلقيني بروح وريحان ورب غير غضبان وانه كساني ثيابا خضرا من سندس واستبرق واني وجدت الامر أيسر مما تحسبون ثلاثا فاعملوا ولا تفتروا ثلاثا، اني لقيت رسول الله، فأقسم أن لا يبرح حتى آتيه، فعجلوا جهازي، ثم طفا فكان أسرع من حصاة لو ألقيت في ماء، قال: فقلت: عجلوا جهاز أخي.

1 - من عاش، 26، الرقم 6.
2 - من عاش، 21، الرقم، 2.
3 - لعل المراد به ارض العراق.
(١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 ... » »»