أقطاب الدوائر - الشيخ عبد الحسين - الصفحة ٢
الإنسان مع مقتضى السبب الغالب.
نعم شتان بين (العلم العادي) الذي يحجز صاحبه عن ارتكاب الرذائل و (العلم المفاض من الله) سبحانه إلى أوليائه، فإن العلم المفاض سبب علمي غير مغلوب البتة، ولو كانت من قبيل ما هو متعارف من أقسام الوعي والعلم، ومن الأنواع المألوفة من الشعور والإدراك، لتسرب إليه التخلف، فهذا العلم الذي يصون حامله عن ارتكاب المعاصي والخطايا، يغاير سائر العلوم والإدراكات العادية المألوفة التي تحصل بالاكتساب والتعلم، ولعله إلى ذلك يشير سبحانه بقوله " وأنزل عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم " (1).
فإن قوله " وعلمك ما لم تكن تعلم " بقرينة عطفه على نزول الكتاب والحكمة، يفيد أن للنبي علما مفاضا منه سبحانه مضافا إلى العلم والحكمة اللذين أنزلا عليه.
ويؤيده أن مورد الآية هو قضاء النبي صلى الله عليه وآله في الحوادث الواقعة والدعاوي التي يقضي فيها النبي بعلمه الخاص، وليس في ذلك شئ من الكتاب والحكمة.
من كل هذا تبين أن هذه الموهبة الإلهية التي نسميها بالعصمة نوع من العلم والشعور يغاير سائر أنواع العلم في أنه غير مغلوب لشئ من القوى الشعورية بل هو الغالب القاهر على سائر القوى المستخدمة إياه ولأجل ذلك فإن العصمة - بهذا المعنى - تصون صاحبها، وتمنعه
(٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 5 6 7 8 1 2 3 4 5 6 7 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 3
2 مقدمة المؤلف 9
3 الاستدلال بآية التطهير على عصمة أهل البيت (ع) 11
4 المراد من إذهاب الرجس عن أهل البيت (ع) 12
5 أهل البيت هم " علي وفاطمة والحسن والحسين " (ع) 13
6 عدم دخول أزواج النبي (ص) في أهل البيت (ع) 14
7 الكلام في حجية إجماع الشيخين والخلفاء 17
8 مناظرة مع علماء العامة وذكر أدلة لتفضيل علي (ع) 18
9 في إثبات عصمة أهل البيت (ع) 31
10 في بيان إرادة الله وأنها عبارة عن العلم بالأصلح 32
11 تقسيم الإرادة إلى حتمية وغير حتمية 34
12 إرادة الله تعالى لرفع الرجس عن أهل البيت تلازم العصمة 34
13 العصمة لا تنافي القدرة على فعل المعصية 36
14 في معنى الايمان 38
15 في معنى الاسلام 40
16 الايمان تصديق خاص 42
17 مراتب الايمان 45
18 جواز التقليد في أصول الدين 46
19 أقسام المقلد 49
20 في حكم أقسام المقلدين 49
21 هل النية لها تأثير في الثواب والعقاب أم لا؟ 53
22 التحقيق في أقسام النية 54
23 الجمع بين الأخبار الدالة على تأثير النية والدالة على عدمها 57
24 سبب خلود أهل النار في النار 58
25 في التجري 58