مختصر أخبار شعراء الشيعة - المرزباني الخراساني - الصفحة ٦٩
قال: فأجزل لي عبد الملك الصلة.
ولما قتل يزيد بن المهلب وإخوته وأهل بالعقر قال كثير: ما أجل الخطب ضحى آل أبي سفيان بالدين يم الطف، وضحى آل مروان بالكرم يوم العقر، ثم انفضخت عيناه بالدموع. فبلغ ذلك يزيد بن عبد الملك فدعا به وقال: عليك بهلة الله أترابية وعصبية.
وقال: لما منع عمر بن عبد العزيز لعنة علي بن أبي طالب (عليه السلام): وليت فلم تشتم عليا ولم تخف * بريا ولم تتبع سجية مجرم وقلت فصدقت الذي قلت بالذي * فعلت فأمسى راضيا كل مسلم (1) وقيل: إنه وفد على عبد الملك بن مروان، وهو يريد الخروج إلى مصعب بن الزبير فعرض له كثير يوم خروجه فقال له عبد الملك:
ذكرتك اليوم وما كدت أنساك فأي أبياتك ذكرتني بك؟ قال: ألا أخبرك؟
قال: بلى قال: أردت الشخوص إلى هذا الوجه فنهتك عاتكة بنت يزيد (2) فلما جددت بكت فلما رأيتها تبكي بكيت لبكائها وبكى حسمها فذكرت قولي: إذا ما أراد الغزو لم يثن عزمه * حصان عليها نظم در يزينها نهته فلما لم تر النهي عاقه * بكت فبكى مما عناها قطينها فقال: والله لقد أصبت فاحتكم فقال: مائة من الإبل برعاتها فأمر له بها وقال له: هل لك في أن تصحبنا في هذا الوجه؟ فقال: أجزني هذه المرة. فقال: أرأيت إن أخبرتك عما في نفسك تصدقني وتحكمني على

(1) ديوان كثير 2 ص 120، طبقات الشعراء 319 من قصيدة 30 بيت أولها:
عرج بأطراف الديار وسلم * وإن هي لم تسمع ولم تتكلم فقد قدم آياتها وتنكرت * لما مر من ريح وأوطف مرهم (2) عاتكة بنت يزيد بن معاوية وأم يزيد بن عبد الملك من ربات السؤدد والمجد والجمال البارع وقد شغلت في قلوب بني أمية مكانا رفيعا أعلام النساء 2: 957.
(٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 ... » »»
الفهرست