مختصر أخبار شعراء الشيعة - المرزباني الخراساني - الصفحة ٥٨
واحد منهما أنه كان مبغيا على الآخر وعلى فئة فإذا دعوت فآمنوا على دعائي ثم أقول:
اللهم العن أنت وملائكتك وأنبيائك ورسلك وجميع خلقك، الباغي منهما على صاحبه، والعن اللهم الفئة الباغية على الفئة المبغي عليها، آمين رب العلمين، اللهم العنهم لعنا وبيلا وجدد العذاب عليهم بكرة وأصيلا.
قال: بل قد أعفيناك يا أبا بحر (1).
وقال يوما معاوية لجلسائه: ألستم تعلمون كتاب الله؟ قالوا: بلى.
فتلا قوله تعالى: (وإن من شئ إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم (2) فقال: كيف تلومونني بعد هذا؟ فقام الأحنف فقال: ما نلومك على ما في خزائن الله إنما نلومك على ما أنزل الله لنا من خزائنه فأغلقت عليه بابك فسكت معاوية ولم يحر جوابا (3).
وقال الأحنف يخاطب عائشة حين قدمت البصرة:
لشتان ما بين المقامين تارة * تصان وأخرى غدرة تستقيلها فلو كانت الأكنان دونك لم يعد * عليك مقالا ذو أذاة يقولها وقفت بمستن السيول وقل من * تبوى بها إلا علاه بليلها مخضت سقائي غدرة وملامة * وكلتاهما كانت تغولك غولها تقارعتها فاستنقذتك من الردى * أقلهما وعرا عليك سبيلها ألما ترى إن الأمور بفترة * من الشر لا يعي بليل دليلها حجابك أخفى للتي تسترينها * وصدرك أوعى للتي لا أقولها فلا تسلكن الوعر ضيقا مجازه * فيغبر من سحب الملاء ذيولها (4) * * *

(1) أعيان الشيعة 36: 179.
(2) سورة الحجر / 15.
(3) أعيان الشيعة 36: 380.
(4) المصدر السابق.
(٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 ... » »»
الفهرست