مختصر أخبار شعراء الشيعة - المرزباني الخراساني - الصفحة ٢٧
المهاجرون الأولون والأنصار فلم ينصروه قال: أما والله لقد كانت نصرته حقا عليك قال: فما منعك أنت منها؟ وقد كتب إليك يسألك النصرة وقد حصر في داره أربعين ليلة ومعك أهل الشام فقال معاوية: ما طلبي بدمه إلا نصرة له فضحك أبو الطفيل وقال: مثلكما كما قال عبيد (1):
لأعرفنك بعد الموت تندبني * وفي حياتي ما زودتني زادي (2) قال: ودخل عمرو بن العاص ومروان بن الحكم وعبد الرحمن بن الحكم فقال معاوية: أتعرفون هذا الشيخ؟ قالوا: لا، قال: هذا حبيب علي وفارس أهل صفين وشاعرهم، أبو الطفيل فأقبل عليه القوم يشتمونه فقال سعيد: هذا ألام جليس وشر فارس وأشغب شاعر، فما منعك من قتله؟ فقال معاوية لأبي الطفيل: هل تعرف هؤلاء القوم؟ فقال: ما أبعدهم من شر ولا أعرفهم بخير فسماهم له معاوية فقال له: نعم يا معاوية نطقوا بغير ألسنتهم فتكلموا على قدر ذلك قال: وكيف؟ قال: أما عمرو فأنطقته مصر، وأنطق مروان الحجاز، وأنطق سعيدا مكة، وعبد الرحمن أنطقته أم

(١) عبيد بن الأبرص بن عوف الأسدي شاعر جاهلي من دهاة الجاهلية وحكمائها قتله النعمان بن المنذر. خزانة الأدب ١: ٣٢٣، الشعر والشعراء 143. شعراء النصرانية 596.
(2) التمثيل والمحاضرة 49، الإمامة والسياسة 1: 192.
(٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 ... » »»
الفهرست