مختصر أخبار شعراء الشيعة - المرزباني الخراساني - الصفحة ١٠٨
يقول: حدثني أبي عن جدي عن جده أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: شيعة علي هم الفائزون يوم القيامة.
ثم ودعني لينصرف فقلت: رحمك الله إن رأيت أن تخبرني باسمك؟
فقال: أنا ظبيان بن عامر (1).
* * *

(١) سفينة البحار ١: ١٨٧، عيون أخبار الرضا ٢٨٠، معاهد التنصيص ١: ٢٠٥.
لقد أجمعت كلمة أصحاب المعاجم والسير على تهالك دعبل في ولاء العترة الطاهرة وتجاهره بموالاتهم والوقيعة في مناوئيهم لذلك لم يقله مأمن وما أظله سقف وما زالت تتقاذف به أجواز الفلا هنا وهناك تطارده شرطة خلفاء الوقت إلى أن استشهد ظلما وعدوانا وهو شيخ كبير عام ٢٤٦، كما في معجم البلدان ٤: ٤١٨ وابن عساكر 5: 242، إلا أن بعضا من ذوي النفوس المريضة غير المؤمنة بالله وبكتبه لم ترقه هذا الثناء البالغ على أدبه ونبوغه في الشعر والتاريخ والتأليف فرموه بتهم باطلة واختلقوا له ذنبا لا يغفر كما هو عامتهم في أكثر رجالات الشيعة إن لم نقل كلهم فذكر المعري في كتابه (رسالة الغفران) ص 412 ما نصه:
" وما يلحقني الشك في أن دعبل بن علي لم يكن له دين وكان يتظاهر بالتشيع وإنما غرضه التكسب، ولا أرتاب في أن دعبلا كان على رأس الحكمي وطبقته والزندقة فيهم فاشية ومن ديارهم ناشية ".
رأي ينفرد به المعري المتهم في دينه وعقيدته، ولو كان دعبل يريد التكسب بالشعر لذهب كسائر الشعراء إلى أبواب الخلفاء والوزراء وامتدح المأمون ويحيى بن الأكثم وإبراهيم بن المهدي والمعتصم ومحمد بن عبد الملك الزيات ولكن عقيدته وإيمانه وإخلاصه لله ولرسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته (عليهم السلام) جعله يقف من خلفاء وقته موقف المحارب ويقول:
حملت خشبة المشنقة على كتفي أربعين سنة فلم أجد من يشنقني عليها.
والعجب كله من الأستاذ كامل كيلاني شارح رسالة الغفران في طبعتها الأولى... والدكتورة بنت الشاطئ في تحقيقها وشرحها لها للمرة الثانية فإنهما قرءا هذه الجملة... وحققاها من دون آية إشارة وتعليق عليها في الهامش مع العلم أن التحقيق والبحث العلمي والأدبي يحتمان عليهما أن يقولا برأيهما وكلمتهما الفاصلة عند هذه الجملة وغيرها من نصوص الكتاب إما بالتأييد أو النقض، ولنا مع أبي العلاء... وقفات ومحاسبات في بحث آخر...
(١٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 ... » »»
الفهرست