التحفة العسجدية - يحيى بن الحسين بن القاسم - الصفحة ١٢٩
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (من كنت مولاه فهذا مولاه) غيري؟ فقالوا: لا، فقال: أفيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي) غيري؟ قالوا: لا فقال: أفيكم من أؤتمن على سورة براءة وقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنه لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل مني) غيري؟ قالوا: لا.
قال: (ألا تعلمون أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فروا عنه في مآقط الحرب في غير موطن؟ وما فررت قط) قالوا: بلى.
قال: (أتعلمون أني أول الناس اسلاما)؟ قالوا: بلى.
قال: (فأينا أقرب إلى رسول الله نسبا)؟ قالوا: أنت.
فقطع عليه عبد الرحمن كلامه، وقال: يا علي: قد أبى الناس الا على عثمان، فلا تجعلن على نفسك سبيلا، ثم قال: يا أبا طلحة ما الذي أمرك به عمر؟ قال: أن أقتل من شق عصا الجماعة، فقال عبد الرحمن لعلي عليه السلام: بائع اذن، وإلا كنت متبعا غير سبيل المؤمنين، وأنفذنا فيك ما أمرنا به، فقال (عليه السلام): لقد علمتم أني أحق بها من غيري.
وقال فيها: قالت عائشة: قال لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يبغضه - يعني عليا عليه السلام - أحد من أهل بيتي، ولا من غيرهم من الناس (إلا وهو خارج من الايمان).
وروى أن أم سلمة ذكرت عائشة، قالت أم سلمة: وجاء أبوك ومعه عمر، ونحن في سفر فاستأذنا عليه، فقمنا إلى الحجاب، ودخلا يحدثانه فيما أرادا، ثم قالا: يا رسول الله إنا لا ندري قدر ما تصحبنا فلو أعلمتنا من يستخلف علينا ليكون لنا بعدك مفزعا،
(١٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 92 93 94 95 128 129 130 131 132 133 134 ... » »»