التحفة العسجدية - يحيى بن الحسين بن القاسم - الصفحة ١٢٨
ما إن تسالمتم عليه لم تهلكوا، إنما وليكم الله ورسوله، وإن امامكم علي بن أبي طالب فناصحوه وصدقوه، فإن جبريل اخبرني بذلك).
قال: وفي مسند أحمد قالت عائشة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : (إنهم - يعني الخوارج - شر الخلق والخليقة، يقتلهم خير الخلق والخليقة، وأقربهم عند الله وسيلة).
قال في شرح النهج: وأخرج المدايني عن مسروق عن عائشة لما عرفت أن عليا قتل ذا الثدية: ليس يمنعني ما في نفسي أن أقول ما سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (يقتله خير أمتي من بعدي).
وقال رحمه الله: وقد روى كثير من المحدثين أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لأصحابه يوما: (إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله) فقال أبو بكر أنا يا رسول الله؟ قال: لا، فقال عمر (1): أنا يا رسول الله؟ فقال: لا بل خاصف النعل، وأشار إلى علي عليه السلام). انتهى قال رحمه الله: ونحن نذكر ما استفاض في الروايات من مناشدته أصحاب الشورى، إلى أن قال: قد روى الناس ذلك، فأكثروا، والذي صح عندنا أنه لم يكن الامر كما روى، ولكنه قال لهم بعد أن بايع عبد الرحمن والحاضرون عثمان، وتلكأ هو عليه السلام عن البيعة: (إن لنا حقا إن نعطه نأخذه، وإن نمنعه نركب أعجاز الإبل وإن طال السرى) ثم قال لهم: (أنشدكم الله أفيكم أحد آخى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بينه وبين نفسه غيري؟ فقالوا: لا، فقال: أفيكم أحد قال له

1 يؤخذ من هذا أن الامارة في نفوسهما.
(١٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 91 92 93 94 95 128 129 130 131 132 133 ... » »»