مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٤ - الصفحة ٣٨٦
مع استئناف السنة المقبلة]، وكانت العرب في الجاهلية إذا سقط منها نجم وطلع الآخر قالوا: لابد أن يكون عند ذلك رياح ومطر، فينسبون كل غيث يكون عند ذلك إلى النجم الذي يسقط حينئذ فيقولون: " مطرنا بنوء كذا "..
قال: ويسمى نوءا لأنه إذا سقط الساقط منها بالمغرب ناء الطالع بالمشرق بالطلوع، وذلك النهوض هو النوء فسمي النجم به.. (1) قالوا: وقد يكون النوء السقوط، وانما غلظ النبي القول فيمن يقول: " مطرنا بنوء كذا " لان العرب كانت تقول إنما هو فعل النجم ولا يجعلونه سقيا من الله تعالى، وأما من جعل المطر من فعل الله تعالى وأراد مطرنا بنوء كذا أي في هذا الوقت فلا بأس فيه.
و " المناوأة " إظهار المعاداة والمفاخرة، والأصل فيه الهمز لأنه من " النوء " وهو النهوض، وربما تركت الهمزة فيه، وانما استعمل في المعاداة لان كلا من المتعاديين ينهض إلى قتال صاحبه ومفاخرته.
قوله تعالى: * (ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة) * [28 / 76] أي تنهض بها، قيل: وهو من المقلوب ومعناه ما إن العصبة لتنوء بمفاتحه، أي ينهضون بها، من قولهم: " ناء بحمله " إذا نهض به متثاقلا، وقيل: معناه ما إن مفاتحه لتنئ العصبة، أي تميلهم بثقلها، فلما انفتحت التاء دخلت الباء كما قالوا: " هذا يذهب بالبؤس " و " يذهب البؤس " فلا يكون من المقلوب.
ن و ب قوله تعالى: * (منيبين إليه) * [30 / 31] أي راجعين إليه، من أناب ينيب إنابة: إذا رجع.
ومثله قوله: * (دعا ربه منيبا إليه) * [32 / 8] أي راجعا إليه بالتوبة.
و * (إليه أنيب) * [11 / 88] أي

(1) انظر الحديث والشرح في معاني الاخبار ص 326.
(٣٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 381 382 383 384 385 386 387 388 389 390 391 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب ك 3
2 باب ل 91
3 باب م 163
4 باب ن 256
5 باب ه 401
6 باب و 456
7 باب ى 571