مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٤ - الصفحة ٣٩٠
يصلون إلى المشرق واليهود إلى المغرب، يكاد أعلام النبوة تشهد له قبل أن يدعو إليها.
وعن الباقر عليه السلام قوله * (كمشكاة فيها مصباح) * هو نور العلم في صدر النبي صلى الله عليه وآله، والزجاجة صدر علي عليه السلام علمه النبي صلى الله عليه وآله فصار صدره كزجاجة يكاد زيتها يضئ، ولو لم تمسه نار يكاد العلم من آل محمد صلى الله عليه وآله يتكلم العلم قبل أن يسأل، نور علي نور أي إمام مؤيد بالعلم والحكمة في أثر إمام من آل محمد صلى الله عليه وآله، وذلك من لدن آدم إلى وقت قيام الساعة هم خلفاء الله في أرضه وحجة الله على خلقه، لا تخلو الأرض في كل عصر من واحد منهم (1).
وفي الدعاء " أنت نور السماوات والأرض " أي منورهما، أي كل شئ استنار منهما واستضاء فبقدرتك وبجودك وأضاف النور إلى السماوات والأرض للدلالة على سعة اشراقه وفشو إضاءته، وعليه فسر * (الله نور السماوات والأرض) * والنور: الضياء، وهو خلاف الظلمة وسمي النبي صلى الله عليه وآله نورا للدلالات الواضحة التي لاحت منه للبصائر، وسمي القرآن نورا للمعاني التي تخرج الناس من ظلمات الكفر، ويمكن أن يقال سمى نفسه تعالى نورا لما اختص به من إشراق الجلال وسبحات العظم التي تضمحل الأنوار دونها، وعلي هذا لا حاجة إلى التأويل، وجمع النور أنوار.
والتنوير: الإنارة.
و " أحيها إلى النور " أي إلى الصباح.
والتنوير: الاسفار.
وتنوير الشجرة: أزهارها.
ونورت الشجرة وأنارت: أي أخرجت نورها.
ونورت المصباح تنويرا: أزهرته.
ونورت بصلاة الفجر: صليتها في النور.
والنار مؤنثة بدليل نويرة، والجمع نيران.
ومنه حديث الصلاة " قوموا إلى نيرانيكم التي أوقدتموها على ظهوركم

(١) البرهان ج ٣ ص ١٣٤ باختلاف في بعض الألفاظ.
(٣٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 385 386 387 388 389 390 391 392 393 394 395 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب ك 3
2 باب ل 91
3 باب م 163
4 باب ن 256
5 باب ه 401
6 باب و 456
7 باب ى 571