مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ١ - الصفحة ٤٨٠
خلاف وإن حارب الله ورسوله وسعى في الأرض فسادا ولم يقتل ولم يأخذ من المال نفي في الأرض ". (1) وقد سبق كيفية النفي.
قوله: (كلما دخل عليها زكريا المحراب) [3 / 37] قيل: بنى لها غرفة في المسجد وجعل باب الغرفة وسط الحائط لا يصعد إليها إلا بالسلم واستأجر لها ظئرا تربيها، وكان إذا خرج يغلق عليها الباب ولا يدخل عليها إلا زكريا حتى كبرت.
قوله: (فخرج على قومه من المحراب) [19 / 11] المحراب بالكسر والسكون، الغرفة، ومقام الامام في المسجد، والموضع ينفرد به الملك فيتباعد عن الناس. ومحاريب بني إسرائيل:
مساجدهم التي كانوا يخطبون فيها.
والمحاريب: البيوت الشريفة، وقيل هي المساجد والقصور يعبد فيها. وعن الأصمعي:
سمي القصر محرابا لان المحراب مقدم المجالس وأشرفها وكذا من المسجد. وعن ابن الأنباري: سمي محرابا لانفراد الامام فيه وبعده من القوم، يقال: " دخل الأسد محرابه " أي غيله، والامام إذا دخل فيه يأمن من أن يلحق، فهو حائز مكانا كأنه مأوى الأسد.
ويقال: محراب المصلي مأخوذ من المحاربة، لان المصلي يحارب الشيطان ويحارب نفسه بإحضار قلبه.
وفي الحديث: " كان علي (ع) يكسر المحاريب إذا رآها في المسجد يقول:
كأنها مذابح اليهود ".
و " الحرب " بالتحريك: نهب مال الانسان وتركه لا مال له. ومنه حديث الدعاء على العدو " اللهم أذقه طعم الحرب وذل الأسر ".
ومنه " المؤمن يصبح ويمسي على ثكل خير له أن يصبح ويمسي على حرب ".
وفي الخبر: " إياكم والدين، فإن أوله هم وآخره حرب " بسكون الراء أي يعقب الخصومة والنزاع، وبفتحها أي السلب.

(١) البرهان ج ١ ص ٤٦٦. وانظر كيفية النفي في هذا الكتاب ج ١ ص ٤١٨.
(٢) الكافي ج ٥ ص ٧٢.
(٤٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 475 476 477 478 479 480 481 482 483 484 485 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الف 21
2 باب ب 145
3 باب ت 278
4 باب ث 305
5 باب ج 337
6 باب ح 438
7 باب خ 614