مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ١ - الصفحة ٤٨٢
يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم) [21 / 78] الآية. روي عن أبي عبد الله (ع) قال: كان في بني إسرائيل رجل كان له كرم ونفشت فيه غنم رجل آخر بالليل فقضمته وأفسدته، فجاء صاحب الكرم إلى داود (ع) فاستعداه على صاحب الغنم، فقال داود: إذهبا إلى سليمان ليحكم بينكما، فذهبا إليه فقال سليمان (ع): إن كانت الغنم أكلت الأصل [والفرع] فعلى صاحب الغنم [أن يدفع إلى صاحب الكرم] الغنم وما في بطونها، وإن كانت ذهبت بالفرع ولم تذهب بالأصل فإنه يدفع ولدها إلى صاحب الكرم، فكان هذا حكم داود وإنما أراد أن يعرف بني إسرائيل أن سليمان وصيه بعده ولم يختلفا في الحكم، ولو اختلف حكمهما لقال لكنا لحكميهما شاهدين (1).
قوله: (نساء كم حرث لكم) [2 / 223] أي بمنزلة الأرض التي يزرع فيها، شبهت النطفة التي تلقى في أرحامهن للايلاد بالبذر الذي يلقى في المحارث للاستنبات.
قوله: (ويهلك الحرث والنسل) [2 / 205] قال: الحرث في هذا الموضع الدين، والنسل الناس. قيل نزلت في الثاني وقيل في معاوية - كذا في تفسير علي بن إبراهيم (2).
وعن أبي عبد الله (ع) " المال والبنون حرث الدنيا والعمل الصالح حرث الآخرة، وقد يجمعهما الله لأقوام ".
والحرث: إصلاح الأرض وإلقاء البذر فيها، ويسمى الزرع الحرث أيضا.
وفي الحديث " أحرث لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا " والمعنى إعمل لدنياك، فخالف بين اللفظين، وظاهره الحث على عمارة لبقاء الناس فيها حتى يسكن فيها وينتفع من يجئ من بعده كما انتفع هو بعمل من كان قبله وسكن، فإنه إذا علم أنه يطول عمره أحكم ما يعمل وحرث على ما يكسبه، واعمل لآخرتك على إخلاص العمل وحضور النية والقلب في العبادات والاكثار منها، فإنه من علم أنه يموت غدا يسارع إلى ذلك، كحديث " صل

(1) تفسير علي بن إبراهيم ص 431 (2) انظر التفسير ص 61.
(٤٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 477 478 479 480 481 482 483 484 485 486 487 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الف 21
2 باب ب 145
3 باب ت 278
4 باب ث 305
5 باب ج 337
6 باب ح 438
7 باب خ 614