القاموس المحيط - الفيروز آبادي - ج ١ - الصفحة ٣٧
وان شئت قلت يفعل بكسرها) ومعنى كلامه إذا جاوزت أنت أيها الناظر في لغة العرب المشاهير المتداولة من الافعال التي تجئ ماضيها الاصطلاحي على فعل بالفتح فأنت بالخيار في المستقبل الذي عبر عنه المصنف بالآتي وهو المضارع فالثلاثة بمعنى واحد وقوله بالخيار خبر عن قوله أنت أي أنت مخير في المضارع وبين ذلك بقوله ان شئت الخ فهو كلام مستأنف قصد به شرح قوله بالخيار وقد تعقب ذلك المحشى بما حاصله انا لا نعلم أورده وخيروا المتكلم فيه بل قيدوه اما بالضم أو بالكسر أو بهما أو بالتثليث كينبع ويصبغ ثم أجاب آثاره وضار عليه المعول (السادس) ما أثبته الأكثر من تلك النسخة وهى ان ما أطلق بغير ضبط يحمل على الفتح ما لم يشتهر الشهرة الواضحة القاطعة للنزاع حيث قال (وكل كلمة عريتها وجردتها عن الضبط فإنها بالفتح) أي فتح أوله وسكون ثانيه فإن كان مفتوحا أيضا قال محركة أي فالتجريد عن الضبط علامة على أنها بالفتح محركة به (الا ما اشتهر بغير الفتح اشتهارا واضحا) وهذا الكلام وإن كان ساقطا في كثير من الأصول اشتهر أنه من اصطلاح المصنف واغتر به كثير من المتفقة وجعل هذه الزيادة من أصول اصطلاحه وأسسها قاعدة في كل كلمة عارية من الضبط فوقع لهم الغلط الفاضح في كثير من الألفاظ المشهورة بغير الفتح وغفلوا عن الشرط الذي اشترطه المصنف وهو الشهرة القاطعة للنزاع وهو كثيرا ما يعتمده ويترك الكلمات الغير المفتوحة مجردة فلا يعول على هذا الاطلاق الذي أطلقه المصنف مع النص الصريح من غيره أو منه في موضع آخر أو مخالفة القياس المطرد فليحذر ذلك الناظر وليكن على بصيرة من أمره في هذه المناظرة وأن غير المفتوح لابد أن يقيده بالكلام الصريح بل هو لم يلتزم في المفتوح الترك وكثيرا ما يضبطه * فمما اشتهر بغير الفتح ما كان على فعاله من مصادر الحرف فإنها بالكسر قياسا كالنجارة والزراعة والكتابة واللئالة والكهانة والصناعة وكذا الولاية والامارة وكذا ما كان على فعاله للاشتمال والإحاطة كعمامة وعصابة وغشاوة وكذا أسماء الآلات كمفتاح ومقشط ومما قياسه الكسر أيضا كل ما جاء على فعليل كزرنيخ أو فعيل كسكيت وصديق وقسيس وطبيخ وبطيخ وتنيس وتليس أو كان على افعيل كازميل وابريق وأما ما اشتهر بالكسر مما لا قاعدة له فكثير كالحجاز والخنصر والبنصر وسختيان وسجستان ودرهم والحر فكل ذلك أطلقه المصنف اتكالا على الشهرة وگما ما اشتهر بالضم وله قاعدة (1) فهو كل ما جاء عل فعلول كبرغوث وسوى صعقوق ودرنوك وزرنوق وبرشوم وبرنوف قال ابن مالك في كتاب نظم الفرائد من بحر الهزج بضم بدء معلوق * ومغرود ومزمور ومغبور ومثغور * ومغفور ومنحور وحتم فتح ميم من * مضاهيه كمذعور . حتم فتح يفعول * وذي التاغير تؤثور وتهلوك وفعلول بضم نحو عصفور وصعفوق وبعصوص * بفتح غير منكور وبرشوم وغرنوق * بفتح غير مشهور كذا الخرنوب والزرنوق * واضمم ما كأسطور ومما جوز فيه الفتح عبدوس وكذا الصندوق جوز فتحه الكوفيون دون البصريين ولا يقال إنه معرب بدليل اجتماع الصاد والقاف فيه لأننا نقول المعرب تجرى عليه أحكام العربي فيحمل عليه غالبا كما قاله المصباح في مادة البرذون وحلحول اسم قرية بالشام قال المصنف والقياس ضمنها وكذا كل ما كان على

(1) قوله فهو كل ما جاء على فعلول بخلاف ما كان محتملا لفعنول ولذا قال المجد في الخرنوب (والخرنوب ويفتح) اه منه قوله فتح يفعول كيربوع ويرقوع وسيأتى اليمخور ويضم الطويل من الرجال والأعناق والتؤثور حديدة تجعل في خف البعير ليقتص أثره اه مزهرى أي وغير تعنوق أيضا كايأتي في القاف التعانيق جمع تعنوق بالضم اه والتهلوك لغة في الهلاك وعصفور بضم العين أفصح من فتحها كذا قاله شيخ الاسلام في شرح المنهج في كتاب الأطعمة وصعفوق قرية بمصر وبعصوص دويبة وبرشوم ضرب من التين وغرنوق طير من طيور الماء وجمعه غرانيق والزرنوق النهر الصغير عن ابن سيده اه مزهر
(٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 ... » »»