لسان العرب - ابن منظور - ج ١٥ - الصفحة ٤٧
قال قيس بن ذريح:
وللحب آيات تبين بالفتى شحوبا، وتعرى من يديه الأشاجع ويروى: تبين شحوب. وفي الحديث في صفته، صلى الله عليه وسلم:
عاري الثديين، ويروى: الثندوتين، أراد أنه لم يكن عليهما شعر، وقيل: أراد لم يكن عليهما لحم، فإنه قد جاء في صفته، صلى الله عليه وسلم، أشعر الذراعين والمنكبين وأعلى الصدر. الفراء:
العريان من النبت الذي قد عري عريا إذا استبان لك. والمعاري:
مبادي العظام حيث ترى من اللحم، وقيل: هي الوجه واليدان والرجلان لأنها بادية أبدا، قال أبو كبير الهذلي يصف قوما ضربوا فسقطوا على أيديهم وأرجلهم:
متكورين على المعاري، بينهم ضرب كتعطاط المزاد الأثجل ويروى: الأنجل، ومتكورين أي بعضهم على بعض. قال الأزهري: ومعاري رؤوس العظام حيث يعرى اللحم عن العظم. ومعاري المرأة:
ما لا بد لها من إظهاره، واحدها معرى. ويقال: ما أحسن معاري هذه المرأة، وهي يداها ورجلاها ووجهها، وأورد بيت أبي كبير الهذلي. وفي الحديث: لا ينظر الرجل إلى عرية المرأة، قال ابن الأثير: كذا جاء في بعض روايات مسلم، يريد ما يعرى منها وينكشف، والمشهور في الرواية لا ينظر إلى عورة المرأة، وقول الراعي:
فإن تك ساق من مزينة قلصت لقيس بحرب لا تجن المعاريا قيل في تفسيره: أراد العورة والفرج، وأما قول الشاعر الهذلي:
أبيت على معاري واضحات، بهن ملوب كدم العباط فإنما نصب الياء لأنه أجراها مجرى الحرف الصحيح في ضرورة الشعر، ولم ينون لأنه لا ينصرف، ولو قال معار لم ينكسر البيت ولكنه فر من الزحاف. قال ابن سيده: والمعاري الفرش، وقيل: إن الشاعر عناها، وقيل: عنى أجزاء جسمها واختار معاري على معار لأنه آثر إتمام الوزن، ولو قال معار لما كسر الوزن لأنه إنما كان يصير من مفاعلتن إلى مفاعيلن، وهو العصب، ومثله قول الفرزدق:
فلو كان عبد الله مولى هجوته، ولكن عبد الله مولى مواليا قال ابن بري: هو للمتنخل الهذلي. قال: ويقال عري زيد ثوبه وكسي زيد ثوبا فيعديه إلى مفعول، قال ضمرة بن ضمرة:
أرأيت إن صرخت بليل هامتي، وخرجت منها عاريا أثوابي؟
وقال المحدث:
أما الثياب فتعرى من محاسنه، إذا نضاها، ويكسى الحسن عريانا قال: وإذا نقلت أعريت، بالهمز، قلت أعريته أثوابه، قال: وأما كسي فتعديه من فعل فتقول كسوته ثوبا، قال الجوهري: وأعريته أنا وعريته تعرية فتعرى. أبو الهيثم: دابة عري وخيل أعراء ورجل عريان وامرأة عريانة إذا عريا من أثوابهما، ولا يقال رجل عري. ورجل عار إذا أخلقت أثوابه، وأنشد
(٤٧)
مفاتيح البحث: الشاعر الفرزدق (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 ... » »»
الفهرست