لسان العرب - ابن منظور - ج ١٥ - الصفحة ٣٦
مالك الأنصاري:
فأمتنا العداة من كل حي فاستوى الركض حين مات العداء قال: وهذا يتوجه على أنه جمع عاد، أو يكون مد عدى ضرورة، وقال ابن الأعرابي في قول الأخطل:
ألا يا اسلمي يا هند، هند بني بدر، وإن كان حيانا عدى آخر الدهر قال: العدى التباعد. وقوم عدى إذا كانوا متباعدين لا أرحام بينهم ولا حلف. وقوم عدى إذا كانوا حربا، وقد روي هذا البيت بالكسر والضم، مثل سوى وسوى. الأصمعي: يقال هؤلاء قوم عدى، مقصور، يكون للأعداء وللغرباء، ولا يقال قوم عدى إلا أن تدخل الهاء فتقول عداة في وزن قضاة، قال أبو زيد: طالت عدواؤهم أي تباعدهم وتفرقهم.
والعدو: ضد الصديق، يكون للواحد والاثنين والجمع والأنثى والذكر بلفظ واحد. قال الجوهري: العدو ضد الولي، وهو وصف ولكنه ضارع الاسم. قال ابن السكيت: فعول إذا كان في تأويل فاعل كان مؤنثه بغير هاء نحو رجل صبور وامرأة صبور، إلا حرفا واحدا جاء نادرا قالوا: هذه عدوة لله، قال الفراء: وإنما أدخلوا فيها الهاء تشبيها بصديقة لأن الشئ قد يبنى على ضده، ومما وضع به ابن سيده من أبي عبد الله بن الأعرابي ما ذكره عنه في خطبة كتابه المحكم فقال: وهل أدل على قلة التفصيل والبعد عن التحصيل من قول أبي عبد الله بن الأعرابي في كتابه النوادر: العدو يكون للذكر والأنثى بغير هاء، والجمع أعداء وأعاد وعداة وعدى وعدى، فأوهم أن هذا كله لشئ واحد؟ وإنما أعداء جمع عدو أجروه مجرى فعيل صفة كشريف وأشراف ونصير وأنصار، لأن فعولا وفعيلا متساويان في العدة والحركة والسكون، وكون حرف اللين ثالثا فيهما إلا بحسب اختلاف حرفي اللين، وذلك لا يوجب اختلافا في الحكم في هذا، ألا تراهم سووا بين نوار وصبور في الجمع فقالوا نور وصبر، وقد كان يجب أن يكسر عدو على ما كسر عليه صبور؟ لكنهم لو فعلوا ذلك لأجحفوا، إذ لو كسروه على فعل للزم عدو، ثم لزم إسكان الواو كراهية الحركة عليها، فإذا سكنت وبعدها التنوين التقى ساكنا فحذفت الواو فقيل عد، وليس في الكلام اسم آخره واو قبلها ضمة، فإن أدى إلى ذلك قياس رفض، فقلبت الضمة كسرة ولزم انقلاب الواو ياء فقيل عد، فتنكبت العرب ذلك في كل معتل اللام على فعول أو فعيل أو فعال أو فعال أو فعال على ما قد أحكمته صناعة الإعراب، وأما أعاد فجمع الجمع، كسروا عدوا على أعداء ثم كسروا أعداء على أعاد وأصله أعادي كأنعام وأناعيم لأن حرف اللين إذا ثبت رابعا في الواحد ثبت في الجمع، وكان ياء، إلا ان يضطر إليه شاعر كقوله أنشده سيبويه:
والبكرات الفسج العطامسا ولكنهم قالوا أعاد كراهة الياءين مع الكسرة كما حكى سيبويه في جمع معطاء معاط، قال: ولا يمتنع أن يجئ على الأصل معاطي كأثافي، فكذلك لا يمتنع أن يقال أعادي، وأما عداة فجمع عاد، حكى أبو زيد عن العرب: أشمت الله عاديك أي عدوك، وهذا مطرد في باب فاعل مما لامه حرف علة، يعني أن يكسر على فعلة كقاض
(٣٦)
مفاتيح البحث: الصدق (1)، الموت (1)، الرفض (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 ... » »»
الفهرست