لسان العرب - ابن منظور - ج ١٥ - الصفحة ٥٢
أي تحفر عن النجم، وهو ما نجم من النبت.
قال: وأنشده المهلبي في المقصور ملفتها عرى، بتشديد الراء، وهو غلط، وإنما عرى واد. وعروى: هضبة. وابن عروان:
جبل، قال ابن هرمة:
حلمه وازن بنات شمام، وابن عروان مكفهر الجبين والأعروان: نبت، مثل به سيبويه وفسره السيرافي. وفي حديث عروة بن مسعود قال: والله ما كلمت مسعود بن عمرو منذ عشر سنين والليلة أكلمه، فخرج فناداه فقال: من هذا؟ قال: عروة، فأقبل مسعود وهو يقول:
أطرقت عراهيه، أم طرقت بداهيه؟
حكى ابن الأثير عن الخطابي قال: هذا حرف مشكل، وقد كتبت فيه إلى الأزهري، وكان من جوابه أنه لم يجده في كلام العرب، والصواب عنده عتاهيه، وهي الغفلة والدهش أي أطرقت غفلة بلا روية أو دهشا، قال الخطابي: وقد لاح في هذا شئ، وهو أن تكون الكلمة مركبة من اسمين: ظاهر، ومكني، وأبدل فيهما حرفا، وأصلها إما من العراء وهو وجه الأرض، وإما من العرا مقصور، وهو الناحية، كأنه قال أطرقت عرائي أي فنائي زائرا وضيفا أم أصابتك داهية فجئت مستغيثا، فالهاء الأولى من عراهيه مبدلة من الهمزة، والثانية هاء السكت زيدت لبيان الحركة، وقال الزمخشري: يحتمل أن يكون بالزاي، مصدر من عزه يعزه فهو عزة إذا لم يكن له أرب في الطرب، فيكون. معناه أطرقت بلا أرب وحاجة أم أصابتك داهية أحوجتك إلى الاستغاثة؟ وذكر ابن الأثير في ترجمة عرا حديث المخزومية التي تستعير المتاع وتجحده، وليس هذا مكانه في ترتيبنا نحن فذكرناه في ترجمة عور.
* عزا: العزاء: الصبر عن كل ما فقدت، وقيل: حسنه، عزي يعزى عزاء، ممدود، فهو عز. ويقال: إنه لعزي صبور إذا كان حسن العزاء على المصائب. وعزاه تعزية، على الحذف والعوض، فتعزى، قال سيبويه: لا يجوز غير ذلك. قال أبو زيد: الإتمام أكثر في لسان العرب، يعني التفعيل من هذا النحو، وإنما ذكرت هذا ليعلم طريق القياس فيه، وقيل: عزيته من باب تظنيت، وقد ذكر تعليله في موضعه. وتقول: عزيت فلانا أعزيه تعزية أي أسيته وضربت له الأسى، وأمرته بالعزاء فتعزى تعزيا أي تصبر تصبرا. وتعازى القوم: عزى بعضهم بعضا، عن ابن جني.
والتعزوة: العزاء، حكاه ابن جني عن أبي زيد، اسم لا مصدر لأن تفعلة ليست من أبنية المصادر، والواو ههنا ياء، وإنما انقلبت للضمة قبلها كما قالوا الفتوة.
وعزا الرجل إلى أبيه عزوا: نسبه، وإنه لحسن العزوة. قال ابن سيده: وعزاه إلى أبيه عزيا نسبه، وإنه لحسن العزية، عن اللحياني. يقال: عزوته إلى أبيه وعزيته، قال الجوهري: والاسم العزاء.
وعزا فلان نفسه إلى بني فلان يعزوها عزوا وعزا واعتزى وتعزى، كله: انتسب، صدقا أو كذبا، وانتمى إليهم مثله، والاسم العزوة والنموة، وهي بالياء أيضا. والاعتزاء: الادعاء والشعار في الحرب منه. والاعتزاء: الانتماء. ويقال: إلى من تعزي هذا الحديث؟ أي إلى من تنميه. قال ابن جريج:
(٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 ... » »»
الفهرست