بأمره. وقال قوم: الأذين المكان يأتيه الأذان من كل ناحية، وأنشدوا:
طهور الحصى كانت أذينا، ولم تكن بها ريبة، مما يخاف، تريب قال ابن بري: الأذين في البيت بمعنى المؤذن، مثل عقيد بمعنى معقد، قال: وأنشده أبو الجراح شاهدا على الأذين بمعنى الأذان، قال ابن سيده: وبيت امرئ القيس:
وإني أذين، إن رجعت مملكا، بسير ترى فيه الفرانق أزوارا (* في رواية أخرى: وإني زعيم). أذين فيه: بمعنى مؤذن، كما قالوا أليم ووجيع بمعنى مؤلم وموجع. والأذين: الكفيل. وروى أبو عبيدة بيت امرئ القيس هذا وقال: أذين أي زعيم. وفعله بإذني وأذني أي بعلمي. وأذن له في الشئ إذنا: أباحه له. واستأذنه: طلب منه الإذن. وأذن له عليه: أخذ له منه الإذن. يقال: ائذن لي على الأمير، وقال الأغر بن عبد الله بن الحرث: وإني إذا ضن الأمير بإذنه على الإذن من نفسي، إذا شئت، قادر وقول الشاعر:
قلت لبواب لديه دارها تيذن، فإني حمؤها وجارها.
قال أبو جعفر: أراد لتأذن، وجائز في الشعر حذف اللام وكسر التاء على لغة من يقول أنت تعلم، وقرئ: فبذلك فلتفرحوا.
والآذن: الحاجب، وقال: تبدل بآذنك المرتضى وأذن له أذنا: استمع، قال قعنب بن أم صاحب:
إن يسمعوا ريبة طاروا بها فرحا مني، وما سمعوا من صالح دفنوا صم إذا سمعوا خيرا ذكرت به، وإن ذكرت بشر عندهم أذنوا قال ابن سيده: وأذن إليه أذنا استمع. وفي الحديث: ما أذن الله لشئ كأذنه لنبي يتغنى بالقرآن، قال أبو عبيد: يعني ما استمع الله لشئ كاستماعه لنبي يتغنى بالقرآن أي يتلوه يجهر به. يقال: أذنت للشئ آذن له أذنا إذا استمعت له، قال عدي:
أيها القلب تعلل بددن، إن همي في سماع وأذن وقوله عز وجل: وأذنت لربها وحقت، أي استمعت. وأذن إليه أذنا: استمع إليه معجبا، وأنشد ابن بري لعمرو بن الأهيم:
فلما أن تسايرنا قليلا، أذن إلى الحديث، فهن صور وقال عدي:
في سماع يأذن الشيخ له، وحديث مثل ماذي مشار وآذنني الشئ: أعجبني فاستمعت له، أنشد ابن الأعرابي:
فلا وأبيك خير منك، إني ليؤذنني التحمحم والصهيل وأذن للهو: استمع ومال.