لسان العرب - ابن منظور - ج ١٣ - الصفحة ٣١٨
معها وتقول:
لئن فتنتني لهي بالأمس أفتنت سعيدا، فأمسى قد قلا كل مسلم وألقى مصابيح القراءة، واشترى وصال الغواني بالكتاب المتمم فقال سعيد: كذبتن كذبتن. والفتنة: إعجابك بالشئ، فتنه يفتنه فتنا وفتونا، فهو فاتن، وأفتنه، وأباها الأصمعي بالألف فأنشد بيت رؤبة:
يعرضن إعراضا لدين المفتن فلم يعرف البيت في الأرجوزة، وأنشد الأصمعي أيضا:
لئن فتنتني لهي بالأمس أفتنت فلم يعبأ به، ولكن أهل اللغة أجازوا اللغتين. وقال سيبويه: فتنه جعل فيه فتنة، وأفتنه أوصل الفتنة إليه. قال سيبويه: إذا قال أفتنته فقد تعرض لفتن، وإذا قال فتنته فلم يتعرض لفتن. وحكى أبو زيد: أفتن الرجل، بصيغة ما لم يسم فاعله، أي فتن. وحكى الأزهري عن ابن شميل: افتتن الرجل وافتتن لغتان، قال: وهذا صحيح، قال: وأما فتنته ففتن فهي لغة ضعيفة. قال أبو زيد: فتن الرجل يفتن فتونا إذا أراد الفجور، وقد فتنته فتنة وفتونا، وقال أبو السفر:
أفتنته إفتانا، فهو مفتن، وأفتن الرجل وفتن، فهو مفتون إذا أصابته فتنة فذهب ماله أو عقله، وكذلك إذا اختبر. قال تعالى:
وفتناك فتونا. وقد فتن وافتتن، جعله لازما ومتعديا، وفتنته تفتينا فهو مفتن أي مفتون جدا. والفتون أيضا:
الافتتان، يتعدى ولا يتعدى، ومنه قولهم: قلب فاتن أي مفتتن، قال الشاعر:
رخيم الكلام قطيع القيا م، أمسى فؤادي بها فاتنا والمفتون: الفتنة، صيغ المصدر على لفظ المفعول كالمعقول والمجلود. وقوله تعالى: فستبصر ويبصرون بأيكم المفتون، قال أبو إسحق: معنى المفتون الذي فتن بالجنون، قال أبو عبيدة: معنى الباء الطرح كأنه قال أيكم المفتون، قال أبو إسحق: ولا يجوز أن تكون الباء لغوا، ولا ذلك جائز في العربية، وفيه قولان للنحويين: أحدهما أن المفتون ههنا بمعنى الفتون، مصدر على المفعول، كما قالوا ما له معقول ولا معقود رأي، وليس لفلان مجلود أي ليس له جلد ومثله الميسور والمعسور كأنه قال بأيكم الفتون، وهو الجنون، والقول الثاني فستبصر ويبصرون في أي الفريقين المجنون أي في فرقة الإسلام أو في فرقة الكفر، أقام الباء مقام في، وفي الصحاح: إن الباء في قوله بأيكم المفتون زائدة كما زيدت في قوله تعالى: قل كفى بالله شهيدا، قال: والمفتون الفتنة، وهو مصدر كالمحلوف والمعقول، ويكون أيكم الابتداء والمفتون خبره، قال: وقل وقال المازني المفتون هو رفع بالابتداء وما قبله خبره كقولهم بمن مرورك وعلى أيهم نزولك، لأن الأول في معنى الظرف، قال ابن بري: إذا كانت الباء زائدة فالمفتون الإنسان، وليس بمصدر، فإن جعلت الباء غير زائدة فالمفتون مصدر بمعنى الفتون. وافتتن في الشئ: فتن فيه. وفتن إلى النساء فتونا وفتن إليهن: أراد الفجور بهن.
والفتنة: الضلال والإثم. والفاتن: المضل عن الحق. والفاتن:
الشيطان لأنه يضل العباد، صفة غالبة. وفي حديث قيلة: المسلم أخو المسلم يسعهما الماء والشجر ويتعاونان على الفتان، الفتان: الشيطان الذي يفتن الناس بخداعه وغروره وتزيينه المعاصي، فإذا نهى الرجل أخاه عن ذلك فقد
(٣١٨)
مفاتيح البحث: الضلال (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 313 314 315 316 317 318 319 320 321 322 323 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف النون فصل الألف 3
2 فصل الباء الموحدة 45
3 فصل التاء المثناة فوقها 71
4 فصل الثاء المثلثة 76
5 فصل الجيم 84
6 فصل الحاء المهملة 104
7 فصل الخاء المعجمة 136
8 فصل الدال المهملة 146
9 فصل الذال المعجمة 171
10 فصل الراء 175
11 فصل الزاي 193
12 فصل السين المهملة 203
13 فصل الشين المعجمة 230
14 فصل الصاد المهملة 244
15 فصل الضاد المعجمة 251
16 فصل الطاء المهملة 263
17 فصل الظاء المعجمة 270
18 فصل العين المهملة 275
19 فصل الغين المعجمة 309
20 فصل الفاء 317
21 فصل القاف 329
22 فصل الكاف 352
23 فصل اللام 372
24 فصل الميم 395
25 فصل النون 426
26 فصل الهاء 430
27 فصل الواو 441
28 فصل الياء المثناة تحتها 455
29 حرف الهاء فصل الهمزة 466
30 فصل الباء الموحدة 475
31 فصل التاء المثناة فوقها 480
32 فصل التاء المثلثة 483
33 فصل الجيم 483
34 فصل الحاء المهملة 487
35 فصل الدال المهملة 487
36 فصل الذال المعجمة 491
37 فصل الراء المهملة 491
38 فصل الزاي 494
39 فصل السين المهملة 494
40 فصل الشين المعجمة 503
41 فصل الصاد المهملة 511
42 فصل الضاد المعجمة 512
43 فصل الطاء المهملة 512
44 فصل العين المهملة 512
45 فصل الغين المعجمة 521
46 فصل الفاء 521
47 فصل القاف 530
48 فصل الكاف 533
49 فصل اللام 538
50 فصل الميم 539
51 فصل النون 546
52 فصل الهاء 551
53 فصل الواو 555
54 فصل الياء المثناة تحتها 564