لسان العرب - ابن منظور - ج ١٢ - الصفحة ٢١٤
ويروى: دوموا. شمر: يقال ديمة وديم، قال الأغلب:
فوارس وحرشف كالديم، لا تتأنى حذر الكلوم روي عن أبي العميثل أنه قال: ديمة وجمعها ديوم بمعنى الديمة. وأرض مديمة ومديمة: أصابتها الديم، وأصلها الواو، قال ابن سيده: وأرى الياء معاقبة، قال ابن مقبل:
عقيلة رمل دافعت في حقوفه رخاخ الثرى، والأقحوان المديما وسنذكر ذلك في ديم. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها، أنها سئلت: هل كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يفضل بعض الأيام على بعض؟ وفي رواية: أنها ذكرت عمل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقالت: كان عمله ديمة، شبهته بالديمة من المطر في الدوام والاقتصاد. وروي عن حذيقة أنه ذكر الفتن فقال: إنها لآتيتكم ديما، يعني أنها تملأ الأرض مع دوام، وأنشد:
ديمة هطلاء فيها وطف، طبق الأرض، تحرى وتدر والمدام: المطر الدائم، عن ابن جني.
والمدام والمدامة: الخمر، سميت مدامة لأنه ليس شئ تستطاع إدامة شربه إلا هي، وقيل: لإدامتها في الدن زمانا حتى سكنت بعدما فارت، وقيل: سميت مدامة إذا كانت لا تنزف من كثرتها، فهي مدامة ومدام، وقيل: سميت مدامة لعتقها.
وكل شئ سكن فقد دام، ومنه قيل للماء الذي يسكن فلا يجري: دائم.
ونهى النبي، صلى الله عليه وسلم، أن يبال في الماء الدائم ثم يتوضأ منه، وهو الماء الراكد الساكن، من دام يدوم إذا طال زمانه. ودام الشئ: سكن. وكل شئ سكنته فقد أدمته. وظل دوم وماء دوم:
دائم، وصفوهما بالمصدر.
والدأماء: البحر لدوام مائه، وقد قيل: أصله دوماء، فإعلاله على هذا شاذ. ودام البحر يدوم: سكن، قال أبو ذؤيب:
فجاء بها ما شئت من لطمية، تدوم البحار فوقها وتموج ورواه بعضهم: يدوم الفرات، قال: وهذا غلط لأن الدر لا يكون في الماء العذب.
والديموم والديمومة: الفلاة يدوم السير فيها لبعدها، قال ابن سيده: وقد ذكرت قول أبي علي أنها من الدوام الذي هو السخ (* قوله:
السخ، هكذا في الأصل). والديمومة: الأرض المستوية التي لا أعلام بها ولا طريق ولا ماء ولا أنيس وإن كانت مكلئة، وهن الدياميم.
يقال: علونا ديمومة بعيدة الغور، وعلونا أرضا ديمومة منكرة. وقال أبو عمرو: الدياميم الصحاري الملس المتباعدة الأطراف.
ودومت الكلاب: أمعنت في السير، قال ذو الرمة:
حتى إذا دومت في الأرض راجعه كبر، ولو شاء نجى نفسه الهرب أي أمعنت فيه، وقال ابن الأعرابي: أدامته، والمعنيان مقتربان، قال ابن بري: قال الأصمعي دومت خطأ منه، لا يكون التدويم إلا في
(٢١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 ... » »»
الفهرست