الفروق اللغوية - أبو هلال العسكري - الصفحة ٣٩٢
والغيظ: هيجان [22 / ب] الطبع بكثرة (1) ما يكون من المعاصي، ولذلك يقال: (غضب الله على الكفار)، ولا يقال: اغتاظ منهم.
وعرف الغزالي وغيره الغضب بأنه: غليان دم القلب لطلب الانتقام. وعلى هذا فالغيظ والغضب مترادفان، ويكون إطلاق الغضب عليه - تعالى - باعتبار غاية الغاية كأكثر الصفات، فإنها باعتبار الغايات لا المبادي. (اللغات).
1575 الفرق بين الغيظ والغضب: أن الانسان يجوز أن يغتاظ من نفسه ولا يجوز أن يغضب عليها وذلك أن الغضب إرادة الضرر للمغضوب عليه ولا يجوز أن يريد الانسان الضرر لنفسه، والغيظ يقرب من باب الغم.
1576 الفرق بين الغيوب والأفول: (246).
1577 الفرق بين الغي والضلال: أن أصل الغي الفساد ومنه يقال غوى الفصيل إذا بشم من كثرة شرب اللبن وإذا لم يرو من لبن أمه فمات هزلا.
فالكلمة من الأضداد، وأصل الضلال الهلاك ومنه قولهم ضلت الناقة إذا هلكت بضياعها وفي القرآن " أءذا ضللنا في الأرض " (2) أي هلكنا بتقطع أوصالنا فالذي يوجبه أصل الكلمتين أن يكون الضلال عن الدين أبلغ من الغي فيه ويستعمل الضلال أيضا في الطريق كما يستعمل في الدين فيقال ضل عن الطريق إذا فارقه ولا يستعمل الغي إلا في الدين خاصة فهذا فرق آخر وربما استعمل الغي في الخيبة يقال غوى الرجل إذا خاب في مطلبه وأنشد قول

(1) في خ: لكثرة. (2) السجدة 32: 10.
(٣٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 387 388 389 390 391 392 393 394 395 396 397 ... » »»
الفهرست