مصباح الفقيه (ط.ق) - آقا رضا الهمداني - ج ١ق٢ - الصفحة ٤١٥
ومرسلة ابن أبي عمير عن أبي عبد الله عليه السلام قال رأى رسول الله صلى الله عليه وآله قوما خلف جنازة ركبانا فقال ما استحيى هؤلاء ان يتبعوا صاحبهم ركبانا وقد أسلموه على هذا الحال و * (منها) * ان يكون مشئ المشيع وراء الجنازة أو إلى أحد جانبيها فإنه أفضل من الامام وعن المعتبر والتذكرة نسبته إلى فقهائنا وعن جامع المقاصد دعوى اجماع علمائنا عليه * (ففي) * موثقة إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله (ع) قال المشي خلف الجنازة أفضل من المشي بين يديها وخبر جابر عن أبي جعفر (ع) قال مشى النبي صلى الله عليه وآله خلف جنازة فقيل يا رسول الله صلى الله عليه وآله مالك تمشى خلفها فقال إن الملائكة رايتهم يمشون امامها ونحن نتبع لهم ورواية سدير عن أبي جعفر (ع) قال من أحب ان يمشى مشى الكرام الكاتبين فليمش جنبي السرير ويظهر من بعض الأخبار كراهة التقدم كخبر السكوني عن جعفر عن أبيه عن ابائه عن علي (ع) قال سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول اتبعوا الجنازة ولا تتبعكم خالفوا أهل الكتاب وعن المقنع انه روى اتبع الجنازة ولا تتبعكم فإنه من عمل المجوس وعن الفقه الرضوي إذا حضرت جنازة فامش خلفها ولا تمش امامها وانما يوجر من تبعها لامن تبعته لكن ظاهر بعض الروايات عدم الكراهة كما عن المعتبر والذكرى التصريح بذلك كخبر محمد بن مسلم عن أحدهما قال سئلته عن المشي مع الجنازة فقال بين يديها وعن يمينها وعن شمالها وخلفها ويقرب منه خبره الاخر وفى ذيل موثقة اسحق المتقدمة قال ولا بأس ان يمشى بين يديها وفى خبر الحسين بن عثمان ان الصادق (ع) تقدم سرير ابنه إسماعيل بلا حذاء وفى جملة من الاخبار التفصيل بين جنازة المؤمن وغيره فلا يكره المشي امام جنازة المؤمن ويكره في غيره ففي رواية السكوني عن أبي عبد الله (ع) قال سئل كيف اصنع إذا خرجت مع الجنازة امشي امامها أو خلفها أو عن يمينها أو عن شمالها فقال إن كان مخالفا فلا تمشي امامه فان ملائكة العذاب يستقبلونه بألوان العذاب ورواية يونس بن ظبيان عن أبي عبد الله (ع) قال امش امام جنازة المسلم العارف ولا تمش امام جنازة الجاحد فان امام جنازة المسلم ملائكة يسرعون به إلى الجنة وان امام جنازة الكافر ملائكة يسرعون به إلى النار ورواية أبي بصير قال سئلت أبا عبد الله (ع) كيف اصنع إذا خرجت مع الجنازة امشي امامها أو خلفها أو عن يمينها أو عن شمالها فقال إن كان مخالفا فلا تمش امامه فان ملائكة العذاب يستقبلونه بأنواع العذاب ورواية قرب الإسناد عن أبي البختري عن جعفر عن أبيه (ع) عن علي عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله إذ لقيت جنازة مشرك فلا تستقبلها خذ عن يمينها وشمالها فلا ريب في كراهة المشي امام جنازة غير المؤمن واما المؤمن فالظاهر عدم الكراهة لكن الأفضل ما عرفت لما عرفت ويستحب للمشيع التفكر في ماله والاتعاظ بالموت والتخشع ويكره له الضحك واللهو واللعب ففي خبر عجلان أبى صالح قال قال له الصادق (ع) يا أبا صالح إذا أنت حملت جنازة فاذكر كأنك المحمول وكأنك سئلت ربك الرجوع إلى الدنيا ففعل فانظر ماذا تستأنف قال ثم قال عجب لقوم حبس أولهم عن اخرهم ثم نودي فيهم بالرحيل وهم يلعبون وروى أن عليا (ع) شيع جنازة فسمع رجلا يضحك فقال كأن الموت فيها على غيرنا كتب ويكره للمشيع الجلوس حتى يوضع الميت في لحده ذكره جملة من الأصحاب لما رواه عبد الله بن سنان في الصحيح عن أبي عبد الله (ع) قال ينبغي لمن شيع جنازة ان لا يجلس حتى يوضع في لحده فإذا وضع في لحده فلا بأس بالجلوس خلافا للمحكى عن ظاهر الشيخ وابن الجنيد فلم يكرها. للأصل وخبر عبادة بن صامت ان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا كان في جنازة لم يجلس حتى يوضع في اللحد فاعترض بعض اليهود وقال انا لنفعل ذلك فجلس وقال خالفوهم وأجيب عن الرواية بان دلالتها على خلاف المدعى أولى لان كان تدل على الدوام والجلوس في الواقعة الخاصة انما وقع لاظهار المخالفة وأيضا بان القول أقوى من الفعل ويمكن ان يمنع ظهور الصحيحة في الكراهة فان ظاهر صدرها استحباب عدم الجلوس لا كراهة الجلوس وظهوره في ذلك يمنع ذيلها من ظهور مفهومه في إرادة البأس الملزوم للكراهة الا ترى انك لو أردت ان تخبر عن استحباب عدم الجلوس لا تعبر غالبا الا بما يقرب من هذه العبارة وان أردت ان تخبر عن كراهة الجلوس تعبر بلفظ لا ينبغي وأشباهه فعلى هذا يكون ترك الجلوس مستحبا والجلوس بعنوان المخالفة لليهود أفضل ويؤيده عدم كراهة الجلوس بل يدل عليه حديث داود بن النعمان ان أبا الحسن (ع) لما انتهى إلى القبر تنحى وجلس فلما ادخل الميت لحده قام فحثا التراب عليه بيده ثلاث مرات ويكره لغير صاحب المصيبة ان يمشى مع الجنازة بغير رداء والمراد به على الظاهر كونه بزي صاحب المصيبة واما صاحب المصيبة فإنه ينبغي له ان يضع ردائه ليتميز عن غيره فيقصده الناس للتعزية كما يدل عليه مرسلة ابن أبي عمير عن الصادق (ع) قال ينبغي لصاحب المصيبة ان يضع ردائه حتى يعلم الناس انه صاحب المصيبة وخبر أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) قال ينبغي لصاحب المصيبة ان لا يلبس رداء وأن يكون في قميص حتى يعرف ورواية الحسين بن عثمان قال لما مات إسماعيل بن أبي عبد الله (ع) خرج أبو عبد الله (ع) فتقدم السرير بلا رداء ولا حذاء وقضيته للعلة المنصوصة في الروايات استحباب مطلق تغيير زيه على وجه يعرف به كونه صاحب المصيبة ويدل على كراهته لغير صاحب المصيبة ما روى عن النهاية مرسلا قال قال الصادق (ع) ملعون ملعون من وضع ردائه في مصيبة غيره وروى به السكوني عن الصادق (ع) عن ابائه (ع) قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله ثلاثة لا أدري أيهم أعظم جرما الذي يمشى مع الجنازة بغير رداء والذي يقول قفوا والذي يقول استغفروا له غفر الله لكم وعن الخصال بسنده عن عبد الله بن الفضل الهاشمي عن الصادق (ع) أيضا ثلاثة لا ادرى أيهم أعظم جرما الذي يمشى خلف جنازة في مصيبة غيره بغير رداء و الذي يضرب يده على فخذه عند المصيبة والذي يقول ارفقوا به وترحموا عليه رحمكم الله لكن روى عن النبي صلى الله عليه وآله انه مشى في جنازة سعد بن معاذ بلا حذاء ولا رداء فسئل عن ذلك فقال إني رأيت الملائكة يمشون بلا حذاء وبلا رداء فلا يبعد رجحانه في جنازة الأعاظم من الأولياء والعلماء لأجل
(٤١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 410 411 412 413 414 415 416 417 418 419 420 ... » »»