تقريرات آية الله المجدد الشيرازي - المولى علي الروزدري - ج ٣ - الصفحة ٣٦٥
من حيث الشأنية والفعلية.
مضافا إلى ما مر من ثبوت الاختلاف في عالم جعلها من أن الحكم الظاهري الذي جاء من جهة الأمر بسلوك الظن على أنه الواقع، وأنه حاك عنه، ومن المعلوم أن ذلك لا يكون إلا بعد الفراغ عن جعل الحكم الواقعي، فلا مانع في المقام من تأثير المصلحة والمفسدة كلتيهما في كليهما معا فعلا، فيؤثران فيهما كذلك.
وأما الحب والبغض لما كانا متنافيين، والمفروض اتحاد موردهما، فيمتنع تأثيرهما في كليهما فعلا، بل لا بد من اختصاص أحد ما بأحد ما مع المرجح، ومع فقده يمتنع تأثير شيء منهما في شيء منهما، ولا يلزم - من عدم فعلية تأثير المفسدة الواقعية أو مصلحتها في الحب والبغض - تصويب أصلا، لفرض فعلية تأثيرهما في الأمر والنهي، والتخطئة. والتصويب يدوران مدار ثبوتهما واقعا لغير العالم أو عدم ثبوتهما كذلك، لا على ثبوت الحب والبغض على حسب ما يقتضيه المصلحة والمفسدة الواقعيتان.
ثم إن الترجيح ثابت لجهة الحكم الظاهري على تقديره لأن المفروض أن الشارع إنما تعبد بمؤدى الظن لمصلحة اقتضت هي أمر المكلف مع تمكنه من دفع مفسدة الواقع بالعمل على مقتضى الظن، المفروض تأديته إلى الوقوع فيها، واقتضت جعل المكلف معذورا في مخالفة التكليف الواقعي المستندة إلى عمله بالظن بعد ما لم يكن معذورا فيها بحكم العقل قبل أمر الشارع بالعمل به، واقتضاء تلك المصلحة لذلك إنما يكون على تقدير غلبتها على مفسدة الواقع ورجحانها عليها، فتكون مؤثرة فعلا في محبوبية الفعل المحرم واقعا، فهو في حال قيام الظن على وجوبه - مثلا - مع عدم تبين خطئه ليس إلا محبوبا.
وكيف كان فقد ظهر مما حققنا دفع الوجهين المحكيين عن مدعي امتناع التعبد بالظن من استلزامه لجواز التعبد به في الإخبار عن الله تعالى ومن
(٣٦٥)
مفاتيح البحث: النهي (1)، الظنّ (4)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 360 361 362 363 364 365 366 367 368 369 370 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اجتماع الأمر والنهي 5
2 مسألة دلالة النهي على الفساد 69
3 في المفاهيم 135
4 في تداخل الأسباب 197
5 [في القطع] 221
6 في المراد من المكلف في عبارة الشيخ (ره) 221
7 في وجه حصر مجرى الأصول 227
8 في بيان المراد من الحجة في باب الأدلة الشرعية 235
9 في القطع الموضوعي والطريقي 247
10 في تصوير وجوه مخالفة القطع 271
11 في حكم التجري 273
12 في وجه قبح التجري 281
13 محاكمة الأخباري في عدم اعتماده على بعض أقسام القطع 301
14 في قطع القطاع 307
15 في أن المعلوم إجمالا كالمعلوم تفصيلا 312
16 في كفاية الموافقة الإجمالية وعدمها 313
17 في كفاية الموافقة الإجمالية في العبادات وعدمها 322
18 في لزوم مراعاة مراتب الامتثال 346
19 في إمكان التعبد بالظن وعدمه 351
20 في وجوه استحالة التعبد بالظن وأجوبتها 353
21 في تصوير مصلحة السلوك وغيره في حل الإشكال 359
22 في تصوير الإشكال من ناحية المكلف والمكلف والجواب عنه 363
23 في تصوير الانحلال في التعبد بالظن على مسلك السلوك 366
24 في أن الأمر بالسلوك مولوي أو إرشادي 367
25 في آثار الالتزام بمسلك السلوك 369
26 في وقوع التعبد بالظن 377