تقريرات آية الله المجدد الشيرازي - المولى علي الروزدري - ج ٣ - الصفحة ٣٥٥
عليه.
هذا، وتوضيح الدفع: أن الذي يتعبده الشارع بالظن: إما ممن انسد عليه باب الوصول إلى الواقع: إما بانسداد باب العلم عليه من أصله، وإما يكون عليه جهلا مركبا مخالفا للواقع مطلقا، مع تمكنه من تحصيل ذلك العلم.
وإما ممن انفتح له باب الوصول إليه بالعلم في الجملة، بمعنى أنه يتمكن من تحصيل العلم به مع عدم كون علمه جهلا مركبا مطلقا في جميع الموارد، وعلى الثاني إما أن يكون علمه الذي تمكن من تحصيله أغلب مطابقة للواقع على تقديره من الظن المفروض، أو مساويا له في المصادفة له وعدمها، أو أن الظن أغلب مصادفة منه.
فعلى الأول: لا يعقل منعه من العمل بالظن مع عدم تمكنه من العلم أصلا، لاستقلال العقل بحجيته حينئذ، لانحصار الطريق فيه، ومع تمكنه منه - أيضا - يجوز أمره بالعمل بالظن، بل يجب، نظرا إلى قاعدة اللطف لفرض كون علمه على تقديره مخالفا للواقع مطلقا، بخلاف ظنه، فإنه يؤدي إليه كثيرا بالفرد، ولا أظن المنكر ينكر التعبد به في هاتين الصورتين.
وأما على الثاني: فجواز التعبد به على الشق الثاني منه في غاية الوضوح أيضا، لأن فوت الغرض والوقوع في المفسدة أو فوت المصلحة، كلها لازمة على تقدير العمل بالعلم - أيضا - على مقدار صورة عمله بالظن، فلا يلزم من التعبد به أزيد مما يلزم منها على تقدير عدم التعبد به.
ومنه يظهر: جوازه في الشق الثالث - أيضا - بل هو فيه أولى، كما لا يخفى، بل لعل التعبد بالظن فيه متعين، نظرا إلى قاعدة اللطف، لغرض إدراك الواقع فيه معه أكثر منه على تقدير العمل بالعلم، وإن كان هو على تقدير حصوله لا يعقل المنع من العمل به، لكن الكلام إنما هو قبل حصوله، والظاهر أن المنكر غير منكر للتعبد به في هاتين الصورتين أيضا، وأما على الشق الأول
(٣٥٥)
مفاتيح البحث: الجهل (2)، الظنّ (3)، الجواز (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 349 351 352 353 354 355 356 357 358 359 360 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اجتماع الأمر والنهي 5
2 مسألة دلالة النهي على الفساد 69
3 في المفاهيم 135
4 في تداخل الأسباب 197
5 [في القطع] 221
6 في المراد من المكلف في عبارة الشيخ (ره) 221
7 في وجه حصر مجرى الأصول 227
8 في بيان المراد من الحجة في باب الأدلة الشرعية 235
9 في القطع الموضوعي والطريقي 247
10 في تصوير وجوه مخالفة القطع 271
11 في حكم التجري 273
12 في وجه قبح التجري 281
13 محاكمة الأخباري في عدم اعتماده على بعض أقسام القطع 301
14 في قطع القطاع 307
15 في أن المعلوم إجمالا كالمعلوم تفصيلا 312
16 في كفاية الموافقة الإجمالية وعدمها 313
17 في كفاية الموافقة الإجمالية في العبادات وعدمها 322
18 في لزوم مراعاة مراتب الامتثال 346
19 في إمكان التعبد بالظن وعدمه 351
20 في وجوه استحالة التعبد بالظن وأجوبتها 353
21 في تصوير مصلحة السلوك وغيره في حل الإشكال 359
22 في تصوير الإشكال من ناحية المكلف والمكلف والجواب عنه 363
23 في تصوير الانحلال في التعبد بالظن على مسلك السلوك 366
24 في أن الأمر بالسلوك مولوي أو إرشادي 367
25 في آثار الالتزام بمسلك السلوك 369
26 في وقوع التعبد بالظن 377