تقريرات آية الله المجدد الشيرازي - المولى علي الروزدري - ج ٣ - الصفحة ٣٠٩
السابقة وعدمه وجهان:
أحدهما: إطلاق أدلة الشك بعد الفراغ، فإنه يقتضي البناء على صحة ما مضى منه أيضا مع الشك في صحته وعدم العلم بالخلاف بالفرض.
وثانيهما: دعوى انصراف تلك الأدلة، ولعل الأول أقوى، لأن الحكم بالصحة بعد الفراغ في تلك الأدلة لم يؤخذ فيه أزيد من الشك بعد الفراغ مع عدم حدوثه حال العمل من غير أن يقيد بالقطع بالصحة حاله، ولذا يعملون بها في حق غير الملتفت إلى الصحة والفساد حاله، فلا وجه لانصرافها عن القطاع.
وبعبارة أخرى الحكم بالصحة في تلك الأدلة لم يقيد بالعلم بها حال العمل حتى يقال إنه منصرف إلى العلم المتعارف فيخرج عنه قطع القطاع وإنما قيد بالشك بعده مع عدمه حاله، وهما متحققان في القطاع.
هذا بالنسبة إلى الآثار السابقة.
وأما الآثار المستقبلة، فلا يجوز ترتيبها لغير القطاع، فلا يجوز له بطريق أولى لأن قاعدة الاشتغال يقتضي نقض الآثار السابقة أيضا، إلا أنها بالنسبة إلى الآثار السابقة إنما يترك العمل بها لأجل قاعدة الشك بعد الفراغ الحاكمة عليها، وأما الآثار اللاحقة فهي غير داخلة في تلك القاعدة، لكون الشك فيها على تقديره شكا قبل العمل، فقاعدة الشغل محكمة فيها، لسلامتها () عن مزاحمة ما يعارضها أو يحكم عليها، هذا.
ثم إنه قد ظهر مما ذكرنا - من عدم اعتبار قطع القطاع باعتبار الموضوعية لحكم أخذ في موضوعه الاعتقاد - أنه إذا قطع في يوم الغيم بكون جهة خاصة قبلة، فصلى، ثم ظهر خطؤه يجب عليه الإعادة والقضاء، هذا بخلاف غير القطاع فإنه إذا قطع بذلك وعمل به يجزيه مطلقا، وذلك لأن الإجزاء في حق
(٣٠٩)
مفاتيح البحث: الجواز (2)، الصّلاة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 304 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اجتماع الأمر والنهي 5
2 مسألة دلالة النهي على الفساد 69
3 في المفاهيم 135
4 في تداخل الأسباب 197
5 [في القطع] 221
6 في المراد من المكلف في عبارة الشيخ (ره) 221
7 في وجه حصر مجرى الأصول 227
8 في بيان المراد من الحجة في باب الأدلة الشرعية 235
9 في القطع الموضوعي والطريقي 247
10 في تصوير وجوه مخالفة القطع 271
11 في حكم التجري 273
12 في وجه قبح التجري 281
13 محاكمة الأخباري في عدم اعتماده على بعض أقسام القطع 301
14 في قطع القطاع 307
15 في أن المعلوم إجمالا كالمعلوم تفصيلا 312
16 في كفاية الموافقة الإجمالية وعدمها 313
17 في كفاية الموافقة الإجمالية في العبادات وعدمها 322
18 في لزوم مراعاة مراتب الامتثال 346
19 في إمكان التعبد بالظن وعدمه 351
20 في وجوه استحالة التعبد بالظن وأجوبتها 353
21 في تصوير مصلحة السلوك وغيره في حل الإشكال 359
22 في تصوير الإشكال من ناحية المكلف والمكلف والجواب عنه 363
23 في تصوير الانحلال في التعبد بالظن على مسلك السلوك 366
24 في أن الأمر بالسلوك مولوي أو إرشادي 367
25 في آثار الالتزام بمسلك السلوك 369
26 في وقوع التعبد بالظن 377